بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الكرام ها نحن واياكم مرة اخرى في رجاب كريمة هي رحاب القرآن الكريم، وتفسير آيات اخرى من سورة يونس المباركة
ولنستمع الى الآيتين الخامسة والسادسة من هذه السورة الشريفة:
هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون
انّ في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والارض لايات لقوم يتقون
في الحلقة الماضية من هذا البرنامج مرت اشارات الى المبدا والمعاد او بدء الخلق ويوم القيامة والجزاء، وتأتي هاتان الآيتان لتبينا جانباً من عظمة الخالق في خلق الكون والوجود.
النص القرآني هنا يتحدث عن دور الشمس والقمر في الحياة والوجود الشمس وهي نجم ساطع يهبنا الدف والحياة، في النهار ترسل الشمس اشقها وحرارتها الى الأرض وحينما يحل الليل يبدو القمر في السماء منيراً انه زينة السماء ومصباح اضاءتها حين يدل الظلام سوره وحينما يكون الناس نيام، وهو الدليل كذلك لمن اراد السير ليلاً لاسيما في الأزمنة الخوالي.
الأرض تدور حول الشمس في عام كامل فينشأ عن هذا الدوران الفصول الأربعة وهي تقويم طبيعي.
والقمر وهو من توابع الأرض له دورة على مدى ما يقرب من شهرانه يبدأ هلالاً ثم يكتمل ويصبح قرصاً صم يعود هلالاً وهذه الحركة اساس التقويم القمري كما ان حركة الأرض حول الشمس هي اساس التقويم الشمسي.
ان هاتين الآيتين تدلان على قدرة الباري وحكمته، حيث يضع الأمور في موضعها وفي ميزان خاص. وهذه الحقيقة يهتدي ايها الذين تنورت قلوبهم بنور الأيمان وتحلت نفوسهم بحلية اليقين.
ونتعلم من هذا النص:
- الأعداد والأرقام والأحصاءات ذات دور فاعل في حياة الناس
- لا ينبغي ان نمر من دون اعتناء بالظواهر الطبيعية، ذلك ان هذه الظواهر هي مرآة تعكس جلال الله وجماله
ولنستمع الى الآيتين السابعة والثامنة من سورة يونس:
ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحيوة الدنيا واطمانوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون اولئك ما وبهم النار بما كانوا يكسبون
ان الوجود برمته هو دليل على وجود الباري تبارك اسمه. لكن المعاندين ينكرون مع هذا الخالق ولا يعبأودن بالبراهين التي تدل على وجوده جل اسمه وما اكثرها في الطبيعة ومنها الشمس والقمر. لقد تمسكوا بالدنيا وراق لم زبرجها لكن النار لهم جزاء.
ان المعاندين ينكرون الآخرة ويتصورون انهم لن يلاقوا ربهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ونستفيد من هذا النص القرآني المبارك:
- ان اغفال يوم القيامة والتشبث بالدنيا الزائفة والزائلة يؤديان الى فساد الفرد والمجتمع.
- ان النار التي تحرق يوم القيامة من تحرق من الناس هي نتاج، سى اعمال الأنسان، نعم ان جهنم هي جزاء ما كسبت ايدي الناس فالله لا يريد ظلماً للعباد وكيف يريد لهم الظلم وهو الرؤوف الرحيم تبارك ربنا وتعالى.
ولنسمع معاً قوله جل اسمه في الأيتين التاسعه والعاشرة من سورة يونس المباركة:
ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعويهم ان الحمدلله رب العالمين
بعد ان اوضح القرآن الكريم عبدة الدنيا من اهل النار يأتي هنا لبيان اهل الآخرة وسكان الجنان. انه يعتبر الهداية الآلهية اكبر رأسمال للمؤمن في الدنيا والآخرة. وهذه الهداية ليست جبرية انما تأتي بفضل الأيمان والعمل الصالح ان الهداية الألهية نور يهبه الله النفوس وهي مصباح الرشاد للأنسان يسير به نحو سبيل السداد.
ومن الواضح ان من يتوكل على الله فهو حسبه وانه يوم القيامة في جنات النعيم وفي مقعد صدف عند مليك مقتدر.
وفي سياق النص القرآني الذي تلي على مسامعكم توجد اشارة الى دعاء اهل الجنة. وان من دعاء اهل الجنة قول سبحان الله والحمد لله. وهذا اللون من الدعاء لا يجري على اللسان فقط انه في القلب جار وهو السبيل الى حمد الباري جلت عظمته.
ونتعلم من هاتين الآيتين:
- المؤمن على الدوام في حاجة الى الهداية الالهية وانه لا غنى له عنها في اي حال من الأحوال.
- السلام هو كلام اهل الجنة وانه يملأ الأجواء فيها.
انه سلام الرب على عباده وسلام الملائكة وسلام العباد، سلام قولاً من رب رحيم والحمدلله رب العالمين والسلام عليكم حضرات المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته.