البث المباشر

تفسير موجز للآيات 127 الى 129 من سورة التوبة

الإثنين 17 فبراير 2020 - 09:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 318

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم وحلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 127 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

واذا ما انزلت ........ لا يفقهون 

تخبرنا هذه الآية عن خوف المنافقين من الفضيحة واماطة اللثام عن حقيقتهم الكريهة، وانهم عندما يكونون عند النبي (ص) وتنزل آيات عليه (ص) يومي احدهم الى الآخر بطرفه أن علينا ان نغادر الجماعة ونخرج دون ان يلتفت الينا أحد، لذا يسأل احدهم الآخر هل يراقبنا احد؟ وعندما يتأكدون من عدم مراقبة المسلمين لهم، يخرجون، وتشرح الآية سبب خروجهم وهو لان قلوبهم تكره الحق بسبب عنادهم وذنوبهم واصرارهم على الكفر حتى اصبحواً اعداءاً للحق فلم تعد لهم قدرة على ادراك وفهم الحقيقة وفهم آيات القرآن الكريم.

من هذه الآية نستنتج:

  • الابتعاد عن آيات القرآن الكريم، نوع من انواع النفاق ومرض القلب.
  • الاعراض عن القرآن والمعارف الالهية، يؤدي الى ان ينقلب قلب الانسان فلا يصبح قادراً على ادراك الحقائق.

 

والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 128 من سورة التوبة:

لقد جاءكم........ رؤوف رحيم

تصف هذه الآية رسول الله (ص) باربع خصال، اولاً انه منكم من الجنس البشري وانه بعث من بينكم، وانه لا يسير فيكم يسيرة السلاطين والملوك الذين يتكبرون على الناس ولا يرون انفسهم مساوين لهم.

ثانياً ان هذا النبي مطلع على مشاكلكم وآلامكم، يشارككم همومكم واحزانكم ومعاناتكم، يقاسي ما تقاسون ويعاني مما تعانون منه ويتألم لآلامكم.

ثالثاً ان رسول الله يرغب بهدايتكم ويجتهد في سبيل ذلك. وهو يحب ان يسعدكم ولا يدخر وسعاً في سبيل تحقيق سعادتكم. رابعاً الخصلة الرابعة هو انه (صلى الله عليه وآله) بالمؤمنين رؤوف رحيم، وجميع اوامره التي يوجهها اليكم تنبع من رأفته بكم وحرمته على صالحكم، فهو كالأب الرحيم مهما بدت اوامره شديدة وتنفيذها صعب على اولاده، ولكنها نابعة من صدق عواطفه تجاههم وكلها تصب في مصلحتهم ومن اجل سعادتهم.

من هذه الآية نستنتج:

  • على قادة المجتمع الاسلامي ان يكونوا مع شعوبهم قلباً وقالباً ويشاركونهم في البأساء والضراء.
  • التواضع للشعب والرأفة والعمل لمصلحة الناس من الخصال الواجب توفرها في كل مبلغ اسلامي لينجح في تبليغ الدين كما نجح النبي (ص).

 

والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 129 والاخيرة من سورة التوبة:

فان تولّوا......... العرش العظيم

هذه الآية وهي آخر آية في سورة التوبة تسري عن النبي (ص) والمؤمنين بانه إن اعرض بعض الناس عن الحق وعنك، فلا تبتئس، لان الله معك، وهو ربّ العالمين، ربّ السموات والارض الذي لا شريك له، فتوكل عليه، فلا قدرة تصمد امام قدرته، ولا احد يحبك كما يحبك هو. كما قال الامام الحسين (ص) في دعاءه يوم عرفة حيث قال: (ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك). اجل فاذا اعرض الجميع عن الله ودينه فليس ذلك بضارّه، كما لو اعرض جميع الناس عن الشمس، فلا يؤثر ذلك في الشمس شيئاه وانما قد خسرواهم بحرمان أنفسهم من نور الشمس.

من هذه الآية نستنتج:

  • يجب ان لا يبعث كثرة عديمي الايمان على ايجاد الشك في أحقية الدين الاسلامي او يبعث على اليأس في القيام بالواجبات الدينية.
  • التوكل على الله هو سر التغلّب على المشاكل والدافع على الصمود امام مؤامرات الاعداء.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والانتهاء من تفسير سورة التوبة. فمتى لقاء قادم مع حلقة اخرى وتفسير سورة اخرى من كتاب الله العزيز نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة