البث المباشر

تفسير موجز للآيات 123 الى 126 من سورة التوبة

الإثنين 17 فبراير 2020 - 09:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 317

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 123 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

يا ايها الذين آمنوا ........ مع المتقين 

تشير هذه الآية الى احدى النقاط المهمة في جهاد الكافرين وتخاطب المؤمنين بما مضمونه: ينبغي ان لا يشغلكم العدو البعيد عنكم عن الاعداء القريبين منكم فيحاصرونكم ويغلبونكم فالاعداء المجاورون لكم اكثر خطراً عليكم وفي نفس الوقت فان دحرهم والانتصار عليهم اسهل عليكم.

ومع ان القرآن استعمل في هذه الآية كلمة (غلظة) ولكنها هنا لا تعني الخشونة والقسوة لانهما لا تتماشى مع اصول الاسلام وتعاليمه فالاسلام لا يجيز التعدي والظلم حتى في ساحة القتال وجهاد الاعداء. ولذا فان معنى (غلظة) هنا هو الصلابة والصمود والاقتدار والهيبة.

نستنتج من هذه الآية:

  • ينص الاسلام على ان المؤمن الحق هو المتقي المطيع لله المنفذ للتعاليم الالهية، وفي نفس الوقت القوي مقابل الاعداء.
  • الشجاعة والصلابة من اركان الايمان بالله. فالمؤمن ليس جباناً ولا خنوعا.

 

والآن مستمعينا الكرام. لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 124 من سورة التوبة:

واذا ما انزلت........ يستبشرون

عندما كانت تنزل آية على رسول الله (ص)، كان المنافقون ولاجل إحباط عزيمة المؤمنين وإهانة آيات الله وتحقيرها، يتوجهون الى المؤمنين بلا ابالية يسألونهم ان كانوا قد انتفعوا بتلك الآية او زاد ايمانهم، وكانوا يرومون من تلك الاسئلة بث نظرتهم السلبية تجاه الآية والحط من اهمية القرآن لدى المؤمنين. في حين ان الايمان على درجات، وان سماع كل آية من آيات الله تقوي وتثبت ايمان المؤمنين اكثر فاكثر في قلوبهم ونفوسهم، بالاضافة الى ذلك فان سماع كل آية من آيات القرآن الكريم يبث النشاط والسرور في قلوب اهل الايمان.

من هذه الآية نستنتج:

  • القرآن وسيلة لمعرفة المؤمن الحقيقي وتمييزه عن المنافق والمرائي.
  • تلاوة القرآن احد السبل لزيادة الايمان وبثّ النشاط في نفوس المؤمنين.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 125 من سورة التوبة:

وما الذين........... وهم كافرون

على العكس من المؤمنين الذين يقوى ايمانهم لدى سماع الآيات، فان الذين في قلوبهم مرض كالمنافقين يزداد مرضهم فآيات القرآن الكريم كالمطر، اذا نزل على ارض خضبة تخظر وتنبت النبات، وهذا ليس من الحطر بل من قذارة المستنقع. العناد والتكبر كالقذارة تكمن في روح الانسان، وهكذا شخص يعاند ويتمسك بكفره لدى سماعه آيات القرآن.

من هذه الآية نستنتج:

  • الامراض الروحية كالامراض الجسدية، إذا لم نعالجها، فانها تنموكا لغدة السرطانية وتقضي على الانسان.
  • الكفر والنفاق، والجحود وعدم الرضوخ للحق، امراض روحية طالما اشار اليها القرآن الكريم وحذر من خطرها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 126 من سورة التوبه:

اولا يرون............. يذكرون

من السنن الالهية الثابتة امتحان الله لخلقه وابتلائهم بأمرّ الاحداث واحلاها كي يظهر لكل انسان ما يبطنه وتظهر حقيقته.

ولكن فلسفة الامتحانات الالهية هي التوبة الى الله والالتفات الى الذنوب. وتشير هذه الآية الى ان المنافقين يبتلون كل عام بعدة ابتلاءات، ومع ذلك لا يلتفتون الى ذنوبهم ولا يتوبون ولا يكفون عن ارتكاب الذنوب.

من هذه الآية نستنتج:

  • احدى علامات النفاق ومرض القلب، عدم الالتفات الى الاخطاء بعد كل امتحان الهي.
  • ان الامتحانات الالهية لا تقتصر على زمان او مكان معين او عمر معين، فالكل يمرون بهذه الابتلاءات شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساءا، متعلمين واميين.

 

الى هنا اعزائي نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة