البث المباشر

تفسير موجز للآيات 119 الى 122 من سورة التوبة

الإثنين 17 فبراير 2020 - 09:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 316

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم الي هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 119 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

يا ايها الذين ........ الصادقين 

الايمان على درجات، فالايمان باللسان فقط بالله واليوم الآخر غير كاف، بل على المؤمن ان يكون صادقاً في اقواله وافعاله الايمان ليس بالكلام ولا يكفى ان ينطق الانسان بالشهادتين، فيكون من المفلحين وينجو من عذاب جهنم. بل ان الايمان هو أمر قلبي ولساني وعملي، فالمؤمن يجب ان يطابق قوله فعله وما في ضميره. اي ان ما يقوله يؤمن به من اعماق قلبه وما يفعله يوافق الاوامر الالهية.

لذا اوصى الله سبحانه وتعالى المؤمنين في هذه الآية بالصدق ونقاء السريرة، وطلب منهم ان يكونوا مع الصادقين وهم أهل بيت النبوة (عليهم السلام) كما صرحت بذلك الأحاديث الشريفة.

من هذه الآية نستنتج:

  • صحبة المحسنين والصادقين، احد السبل لتربية واعداد الانسان المؤمن وتجنب سبيل الضلال.
  • ان الصدق والاستقامه مهم الى درجة وصف فيها الله سبحانه وتعالى اولياءه بانهم صادقين.

 

والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 120 و121 من سورة التوبة:

ما كان لاهل المدينة............. ما كانوا يعملون

مع ان هاتين الآيتين تخاطبان اهل المدينة ومن حولهم من سكان البادية، ولكنها كبقية آيات القرآن الكريم لا تختص بافراد او زمان ومكان معين، وهي تخاطب جميع المسلمين.

استناداً الى هاتين الآيتين، لا يقتصر العمل الصالح على العبادة، بل انه كل عمل يودى لله وفي سبيل الله فهو عمل صالح، فجوع وعطش الانسان وكل مشقة يتحملها المؤمن في سبيل الله عمل صالح وسوف يثيبه الله عليه. حتى المشاكل التي يتحملها المجتمع المسلم اثر حصار اقتصادي تعتبر عملاً صالحا. وكذلك كل نشاط جماعي كالمسيرات والتظاهرات التي تغضب اعداء الله وتقوي ارادة المؤمنين هي عمل صالح حسب هاتين الآيتين والله يثيب عليها من يقوم بها.

نستنتج من هاتين الآيتين:

  • النبي، بصفته قائد المجتمع الاسلامي، فان حفظ حياته اهم من المحافظة على حياة المسلمين، وعلى المؤمن ان يضحوا في سبيل المحافظة على حياته.
  • الثواب الالهي لا ينال إلاّ بتحمّل المشاق (من طلب العلا سهر الليالي).
  • ان الله يثيب على جميع الاعمال الصالحة قليلة كانت او كثيرة.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 122 من سورة التوبة:

وما كان المؤمنون........ يحذرون

في رأي الاسلام، تعتبر الهجرة لكسب العلوم ليست اقل اهمية من الهجرة لاجل جهاد الاعداء. لذا تأمر هذه الآية المؤمنين ان يهاجر بعضهم من الذين لديهم الاستعداد لتلقي العلوم والمعارف الالهية، يهاجرون من قراهم ومدنهم الى المدينة المنورة ليتعلموا، ثم يرجعوا الى مدنهم لتعليم الآخرين الاحكام والتعاليم الاسلامية.

ومع ان الدين عبارة عن مجموعة من الاصول والفردع وهذه يعرفها كل مؤمن، ولكن الروايات اشارت الى مصطلح الفقه في الاحكام الدينية، الذي يشمل توضيح الواجب والمستحب والمكروه والحرام.

وقد امر النبي (ص) الامام علي (ع) عندما ارسله الى اليمن ان يعلم الناس الفقه. كما اوصى الامام علي (ع) ولده ان يتفقه في الدين فالفقهاء ورثة الانبياء.

من هذه الآية نستنتج:

  • الهجرة، ضرورة من ضرورات الايمان، اما لدراسة العلوم الدينية، او للدفاع عن حيا في الدين.
  • يجب ان لا نغفل المسائل الفكرية والعقائدية والاخلاقية للمجتمع حتى في اثناء الحروب.
  • على العلماء ان يهاجروا مرتين، الاولى الى المراكز العلمية للتفقه في الدين، والثانية العودة الى ديارهم لتعليم الناس وتبليغهم الاحكام وما تعلموه.

 

الى هنا ايها الاعزاء نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة