البث المباشر

تفسير موجز للآيات 113 الى 118 من سورة التوبة

الإثنين 17 فبراير 2020 - 09:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 315

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم رحمة الله وبركاته. اهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 113 و114 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

ما كان للنبي ........ لأوّاه حليم 

الاستغفار وطلب المغفرة، هو تعبير عن علاقة عميقة وتعبير عن حب من نستغفر له، لهذا نهت هاتان الآيتان المؤمنين عن الاستغفار للمشركين حتى إن كانوا اقربائهم او احبتهم، لان الذي يموت مشركأ جزاؤه جهنم ولا امل في نجاته.

الآية 114 تناولت استغفار ابراهيم لمن ربّاه وهذا كان في وقت كان يأمل فيه ان يؤمن، ولذا وعده إن هو آمن ان يستغفر الله له، ولكن اصراره على الكفر جعل ابراهيم يهجره، مع انه كان قد صبر كثيراً على كفر ومعصية الذي ربّاه.

نستنتج من هاتين الآيتين:

  • الشرك ذنب لا يغتفر، حتى اذا استغفر نبيّ للمشركين لا يغفر لهم، إلاّ اذا تابوا وانابوا.
  • العلاقات الدينية اهم من العلاقات العاطفية، فلا يجب ان تتغلب العلاقات الشخصية على الروابط الدينية.

 

والآن ايها الاخوة. لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 115 و116 من سورة التوبة:

وما كان الله............... من ولي ولا نصير

إن الله هو الذي هيء للناس سبل الهداية عن طريق العقل والوحي، وهو سبحانه وتعالى لا يعاقبهم ولا يتركهم في ضلالهم، إلاّ إذا خالفوا احكام الله وواجباتهم الدينية بعد ان علموا بها.

احدى المخاطر التي تواجه المؤمنين هي انهم يظنون انهم من الناجين وان مآلهم الى الجنة ولا يتهددهم اي خطر. في حين ان خطر الكفر يتربص بكل مؤمن، فلا يضمن كل مؤمن بقاءه على الايمان وانه لن يتحول الى الكفر، كما لا يستعبد ان يؤمن اي كافر فينجو من عذاب جهنم.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • ان معصية اوامر الله بعد القلم بها، تمهد الارضية للحرمان من الهداية، وهذا الخطر يتهدد جميع المؤمنين.
  • ان الله لا يعاقب إلاّ بعد توضيح التكاليف والاحكام واتمام حجته على الناس.
  • لتفكر في تمتين علاقاتنا مع الله الذي بيده موتنا وحياتنا بدلاً من تمتين علاقاتنا مع المشركين وإن كانوا من أقرابئنا

 

والآن اعزائي المستمعين. لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 117 من سورة التوبة:

لقد تاب الله......... رؤوف رحيم

تشير هذه الآية الى الظروف الصعبة التي واجهت المسلمين اثناء معركة تبوك. فبسبب بعد المسافة وحرارة جو صحراء شبه الجزيرة العربية وذلك في فصل الشتاء، عجز بعض المسلمين عن الحركة وقدموا شتى الذرائع للبقاء في المدينة والاشتغال بزراعة اراضيهم.

ولكن رحمة الله ادركت النبي وبعض اصحابه المؤمنين الذين تركوا المدينة لكي يجاهدوا في سبيل الله غير ضالين ولا عاصين لله ولرسوله.

من هذه الآية نستنتج:

  • من علامات الايمان الحقيقي، طاعة ائمة الدين في احلك الظروف، وليس فقط في الظروف الطبيعية.
  • كل الناس بحاجة الى رحمة الله حتى الانبياء، واحدى مظاهر رحمة الله بعباده غفران ذنوب المذنبين.

 

والآن مستمعينا الكرام. لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 118 من سورة التوبة:

وعلى الثلاثة........ التواب الرحيم

ذكرت الروايات ان ثلاثة مسلمين تخلفوا عن معركة تبوك وعندما رجع النبي (ص) قصدوه واعتذروا اليه نادمين على ما فرطوا به من تزك الجهاد مع رسول الله. ولكن رسول الله لم يكلمهم وامر اغلمسلمين فلم يكلموهم وهجرتهم نساؤهم، فخرجوا من المدينة وتضرعوا الى الله حتى تاب عليهم، فأخبرهم رسول الله (ص) بذلك.

نستنتج من هذه الآية:

  • احدى سبل التصدّي لمخالفي الاحكام الاجتماعية، مقاطعتهم.
  • بعد فترة من الصراع السلبي والمقاطعة، علينا تهيئة السبيل لعودة النادمين واصلاحهم.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة