بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 108 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:
لا تعم فيه ابداً ........ يحب المطهرين
تطرقت الآية السابقة الى بناء منافقي المدينة لمسجد ليتخذوه مركزاً لنشاطاتهم فامر الله رسوله بهدمه. وتوضح هذه الآية مخاطبة الرسول الاكرم (ص) بما مؤادة: ان مسجداً نبي على اساس التقوى والخوف من الله لا يقارن بالمسجد الذي نبي للتفرقة بين المسلمين والتآمر على الاسلام، في اشارة الى اول مسجد نبي في الاسلام في قبا بعد هجرة الرسول (ص) الى المدينة، ومازال هذا المسجد في المدينة وقد كان الرسول (ص) يصلي فيه مع اصحابه.
من هذه الآية نستنتج:
- العبادة لا تنفصل عن السياسة، وإن كانت الصلاة في المسجد أولى، ولكن ينبغي ان لا تقام في مسجد بناه اعداء الاسلام.
- ان قيمة كل مسجد بمن يصلي فيه من متقين مؤمنين وليس بجمال ظاهره وبناءه.
والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 109 و110 من سورة التوبة:
أفمن اسس......... عليم حكيم
بعد ان بينت الآية السابقة الفرق الشاسع بين مسجد قبا ومسجد ضرار، تتناول هذه الآية مقارنة مؤسسي المسجدين فتوضح ان ظاهر الافراد ليس مهماً، بل المهم الدوافع والاهداف وراء بناء المسجد. فطالما بنوا اشخاص مستشفيات لخدمة الناس. ولكنهم لا يثابون على عملهم لان هدفهم الرياء والتظاهر، ولربما ادى هذا العمل الذي ظاهره الاحسان الى ضررهم وخسرانهم، لانهم كانوا مرائين ولم يكونوا متقين مخلصين في اعمالهم. هذه الاعمال كأنما بنيت على حافة هاوية او على ارض هشة رخوة فهي معرضة للانهيار والسقوط.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- كل عمل تكمن قيمته في نية المؤسس والباني وليس بالاموال التي صرفها عليه.
- كم من المساجد التي هوت بمؤسسيها الى نار جهنم لان هدفهم كان التظاهر والرياء وليس طلب الاجر من الله.
- ان ايمان وعقائد المنافقين ذات اسس واهية ويخالطها الشك والترديد.
والآن اعزائي المستمعين. لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 111 من سورة التوبة:
إن الله........... الفوز العظيم
وفقاً للثقافة القرآنية فان الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون، في هذه السوق يبيع الناس اموالهم وارواحهم والذي يشتريها هو الله، والثمن هو الجنة وبهذا تكون الصفقة رابحة، لهذا علينا ان نبيع انفسنا لله وهو يشتري القليل بثمن عالي.
من هذه الآية نستنتج:
- اجد السبل لدخول الجنة هو الجهاد في سبيل الله. والجهاد بالانفس افضل من الجهاد بالاموال.
- ليس المهم ان يموت الانسان او يحيا مادام يجاهد في سبيل الله.
- ليس لنا حقوقاً على الله، ولكنه سبحانه وتعالى قد جعل لنا حقوقاً عليه لطفاً منه ورحمة بعباده.
والآن مستمعينا الكرام. لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 112 من سورة التوبة:
التائبون........... وبشر المؤمنين
تبيّن هذه الآية 9 صفات للمؤمنين المجاهدين، كي لا يظن احد ان المؤمن هو الذي يجاهد في سبيل الله فقط، بل يجب ان يتمتع بكافة مكارم الاخلاق، من القيام بواجباته الدينية الفردية والاجتماعية.
الواجبات الدينية الفردية تتلخص بالعبودية كالصلاة والصوم والدعاء والعبادة والمناجاة التي تهذب نفس الانسان المؤمن البعيد عن الرياء والانانية كي يضرب بالسيف في سبيل الله اثناء الجهاد، وليس في سبيل الرياء والشهرة، واما الواجبات الدينية الاجتماعية فهي الرغبة في صلاح افراد المجتمع بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نستنتج من هذه الآية :
- تهذيب النفس (الجهاد الاكبر)، اهم من جهاد العدو (الجهاد الاصغر).
- المؤمنون يجاهدون الفساد الداخلي (المنكرات)، والاعداء خارج حدود البلاد، لحفظ حدود الله وتنفيذ الاحكام الالهية.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.