البث المباشر

تفسير موجز للآيات 104 الى 107 من سورة التوبة

الإثنين 17 فبراير 2020 - 08:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 313

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم الى حلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 104 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

ألم يعلموا ........ التواب الرحيم 

عرضت الآية السابقة وجوب الزكاة على المسلمين، وتعقيباً على ذلك توضح هذه الآية انه مع ان الرسول (ص) هو الذي يأخذ الزكاة منكم ويوزعها على الفقراء والمساكين، وكلن في الحقيقة ان الله هو الذي يأخذ الزكاة، كما ورد في الروايات والاحاديث الشريفة ان الصدقة تقع في يد الله قبل ان تقع في يد الفقير.

ومن الواضح ان الذي يتخلف عن الاستجابة لامر الله بالزكاة والاوامر الاخرى عليه ان يتوب الى الله فانه عفو غفور وهو وحده الذي يقبل التوبة من عباده وليس هناك غيره من يتقبل التوبة.

من هذه الآية نستنتج:

  •  في حال التوبة لا يكفي الندم، بل يجب على التائب تقديم ما من شأنه اصلاح خطأه وتقصيره.
  • الزكاة، هي ضريبة دينية مقدسة لان الله هو الذي يأخذها.

 

والآن لننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآية 105 من سورة التوبة:

وقل اعملوا............ كنتم تعملون

توجه هذه الآية تهديداً للمنافقين والعاصين لاوامر الله أن لا تحسبوا ان الله ورسوله والمؤمنين غافلين عن اعمالكم، فستفضحون قريباً على رؤوس الاشهاد في الدنيا، وبالاضافة الى ذلك فانكم ستحشرون يوم القيامة الى الله الذي يعلم ما تسرون وما تعلنون، وسينبؤكم بما كنتم تعملون.

جاء في أحاديث اهل بيت النبوة عليهم السلام ان الرسول (ص) لم يكن علمه بافعال الناس يقتصر على زمانه فقط، بل انه الآن ينظر الى افعال امته ومطلع عليها.

كما ان الائمة المعصومين لهم هذا المقام، وانهم يطلعون بعد موتهم باذن الله على اعمال الناس الحسنة والسيئة.

من هذه الآية نستنتج:

  •  ان معرفتنا بان الله يراقب افعالنا ويعلم ما نسر وما نعلن لهي افضل وسيلة للابتعاد عن الذنوب والمواظكبة على التقوى.
  •  كما زاد عدد المراقبين للافعال السيئة، يزداد خجل وحياء الانسان المذنب، خاصة ان كان الناظر هو الله ورسوله واولياء الله.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 106 من سورة التوبة:

وآخرون........ عليم حكيم

وبعد عرض جانب من صفات المنافقين. تتعرض هذه الآية الى فريق آخر، فهؤلاء لا يصرون على نفاقهم، ولا يتوبون من اعمالهم، انهم على القلس من الفريقيين السابقين، فهؤلاء مرجون لامر الله فسوف يفعل بهم ما يشاء اما ان يعذبهم او يغفر لهم.

من هذه الآية نستنتج:

  •  ان الله هو الذي يحكم اما بالعفو عن المذنبين او عقابهم، ينبغي ان لا نحكم نحن عليهم.
  •  ان غضب الله وعفوه، نابعان من علمه وحكمته، فليس به حاجة الى الانتقام.

 

والآن مستمعينا الكرام، لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 107 من سورة التوبة:

والذين اتخذوا........... لكاذبون

هذه الآية تشير الى مسجد ضرار وقصته كالآتي: قام المنافقون ببناء مسجد امام مسجد قبا في أطراف المدينة بذريعة مساعدة المرضى والضغفاء الذين يصعب عليهم المجيء الى المسجد النبوي وسط المدينة، كي يجتمعوا فيه ويكون مركزاً لتجمعهم، على اعتاب معركة تبوك طلبوا من رسول الله ان يفتتح المسجد بالصلاة فيه. ولكن نزلت هذه الآية واطلعت الرسول على ما اضمروا في انفسهم وان هدف المنافقين من بناء هذا المسجد ليس الصلاة والعبادة، بل ايجاد مركز لتجمعهم للتآمر على المسلمين والكيد لهم وزرع الفرقة بين صفوفهم، لذا أمر رسول الله (ص) بهدم ذلك المسجد وجعل محله مزبلة ترمى فيها القمامة.

من هذه الآية نستنتج:

  •  دأب المنافقون على استخدام المساجد والرموز الدينية لمحاربة الاسلام الحق، فلا يخدعكم كل نداء يرفع باسم الاسلام والدين والمذهب.
  • ان تحطيم وحدة المجتمع الاسلامي وايجاد الفرقة بين صفوف المسلمين يوازي الكفر. حتى اذا كان سبب الفرقة مسجداً، فيجب هدمه.

الى هنا اعزائي المستمعين ناتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة