وهذه المرة لم تفلح الإجراءات السعودية من منع معتمرين أتراك إطلاق هتافات هادرة داخل الحرم المكي لصالح المسجد الأقصى الذي تحتله سلطات الكيان الإسرائيلي صديقة السعودية الجديدة.
وهتف المعتمرون الأتراك بصوت واحد: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وذلك خلال سعيهم بين الصفا والمروة، جاء بعد موقف سعودي متراخٍ ومؤيد لـ "صفقة ترامب" الهادفة لمنح القدس المحتلة للاحتلال الإسرائيلي.
كما جاءت هذه الهتافات التي صدحت في الحرم المكي، بعد محاولات سعودية تهدف إلى تغيير مفاهيم لدى المسلمين، لا سيما تلك المتعلقة بالنظرة إلى اليهود، وفقاً لما أورده موقع "ذا هيل" الأمريكي.
وجاء انتشار الفيديو على نطاق واسع بعد أيام من طرح الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، في 28 يناير الماضي، خطتها، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة ترامب".
وأيدت السعودية خطة ترامب المزعومة التي تنهي القضية الفلسطينية وتعطي القدس بكاملها لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت آخر المواقف السعودية الرسمية المؤيدة لـ"صفقة القرن"، ما قاله وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إن هناك عناصر إيجابية في خطة الرئيس الأمريكي، بحيث يمكن أن تكون أساساً للتفاوض، وهو ما يعد مخالفاً للمواقف الدولية والعربية من القضية الفلسطينية.
وتتضمن خطة ترامب المكونة من 80 صفحة إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لدولة الاحتلال.
وأعلنت الخارجية السعودية عن "تقديرها" لجهود الرئيس الأمريكي بشأن "صفقته" المزعومة، داعيةً إلى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين..
وقدرت السعودية ما قالت إنها الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأمام المواقف السعودية المتتالية الداعمة لخطة ترامب و كيان الاحتلال الإسرائيلي، قد نشهد خلال موسم الحج القادم موقفاً مندداً بتخاذل المملكة من فلسطين التي لها مكانة دينية ووطنية لدى الكثير من العرب والمسلمين.
وظهرت إرهاصات على احتمال وجود أصوات إسلامية خلال موسم الحج ضد السعودية وسياساتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، وهو غضب الشارعين العربي والإسلامي منها، خاصة في ظل سياسة التطبيع الذي يقودها ولي العهد، محمد بن سلمان، مع "إسرائيل".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى النشطاء بالفيديو المتداول لمعتمرين أتراك، وهم يهتفون للمسجد الأقصى، مع إطلاقهم تحذيرات من اعتقالهم من قبل السلطات السعودية.
بعد هتافات المعتمرين.. هل نشهد تنديداً بصفقة ترامب خلال الحج؟بعد هتافات المعتمرين.. هل نشهد تنديداً بصفقة ترامب خلال الحج؟بعد هتافات المعتمرين.. هل نشهد تنديداً بصفقة ترامب خلال الحج؟
ومع قرب موسم الحج، تصدر السلطات السعودية، تعميمات على الحجاج تدعوهم فيها إلى عدم رفع أي شعارات سياسية، مع تهديدها باتخاذ إجراءات عقابية ضد من يحمل أي رأي سياسي، وذلك خشية من إحراجها أمام العالم.
تسويق التطبيع
روجت السعودية إعلاميا لـ"صفقة ترامب" عبر وسائلها الإعلامية الرسمية والوسائل التابعة لها والمقربة منها، وسلسلة من الخطوات التطبيعية المتواصلة والمتزايدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الجانبين حتى الآن فإن النشاطات التي يقوم بها الجانبان في هذا الإطار باتت بشكل معلن مؤخراً، حيث سمحت للصحافة الإسرائيلية بإعداد تقارير من داخل المملكة، وزار فريق القناة 12 الإسرائيلية المدينة المنورة وجدة والرياض.
وكان الكاتب السعودي تركي الحمد، قد دعا سلطات بلاده للسماح للإسرائيليين اليهود بزيارة قبور أجدادهم المدفونين في أراضي المملكة، في مؤشر جديد يظهر تصاعد مظاهر التطبيع بين الرياض و"تل أبيب".
ووقَّع وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي، أرييه درعي، يوم الأحد (26 يناير 2020)، على قرار يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية، حيث يمكّن القرار الإسرائيليين من السفر إلى السعودية لتأدية الشعائر الدينية في أثناء الحج والعمرة، أو في إطار رحلة عمل لا تتجاوز 9 أيام.
كما حملت الزيارة غير المسبوقة إلى "معسكر الإبادة النازية" المزعوم "أوشفيتز بيركينو" في بولندا، من قبل وفد يضم عدداً من مشايخ مسلمين، ترأسهم وزير العدل السعودي السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الجديد، محمد بن عبد الكريم العيسى، يوم الخميس (23 يناير 2020)، إشارة أخرى للتطبيع السعودي مع "إسرائيل"، وسط إشادة من قبل "تل أبيب" بذلك.
ويتعهد نتنياهو بين الحين والآخر بـ"توقيع اتفاقات سلام تاريخية مع مزيد من الدول العربية، وتشكيل تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة ".