البث المباشر

تفسير موجز للآيات 74 الى 79 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 12:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 307

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 74 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:

يحلفون بالله ........ ولا نصير 

توضح لنا هذه الآية جانباً آخر من صفات المنافقين وهي انهم اجروا الكفر على السنتهم فلم يحفظوا ظاهر اسلامهم، مع انهم جاءوا النبي (ص) واقسموا له انهم لم يقولوا شيئاً من ذلك. انهم لم يكفروا قولاً فقط، بل كفروا عملياً ايضاً، حيث حاول جماعة منهم قتل الرسول، فكمنوا له وارادوا ان يجفلوا ناقة النبي، ولكن امرهم ذاع وافتضحوا ولم ينالوا ما ارادوا.

وتتساءل هذه الآية، لماذا يحقد المنافقون على النبي (ص) والمؤمنين ويتربصون بهم؟ هل خسر هؤلاء شيئاً من مال الدنيا عندما أسلموا؟ ألم يكن لهم نصيب من الفنائم؟

من هذه الآية نستنتج:

  • من علامات المنافق ان يحلف كاذباً، فلنحذر من فعل هذا.
  • المنافقون من الجماعات التي تعذب في الدنيا ايضاً، وعذابها سيكون الضلال والخوف والرعب والقلق والاضطراب.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 75 و76 من سورة التوبة:

ومنهم من عاهد............ وهم معرضون

ذكرت الروايات ان هذه الآية نزلت في ثعلبة بن حاطب الذي اتى النبي فقال له: ادع الله يرزقني مالاً. فقال له (ص): يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، ولكنه عاد وقال له: والذي بعثك بالحق، لئن رزقني الله مالاً لا عطينّ كل ذي حق حقه، فدعا له النبي (ص). فازدادت ثروته حتى لم يجد الفرصة لحضور صلاة الجماعة مع النبي (ص)، وعندما قصده مأمور جباية الزكاة امتنع عن ادائها.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • إن لم يكن الانسان مؤهلاً فستصبح نعم الله نقمة عليه، لانه سوف يجحد النعمة وينكث عهده.
  • الاموال التي تحجب الانسان عن القيام بواجباته الدينية واداء ما عليه من حقوق مالية، ستسبب له سوء العاقبة.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 77 من سورة التوبة:

فأعقبهم.......... يكذبون

تشير هذه الآية الى اسباب تغلغل النفاق الى قلب وروح انسان وهي نكث العهود مع الله ورسوله والكذب، والابتعاد عن الايمان والدخول في النفاق والرياء، كما حصل لبعض الصحابة الذين ابتلوا به فخلعوا ربقة الايمان.

من هذه الآية نستنتج:

  • ممارسة النفاق كلاماً وعملاً يؤدي بالتدريج الى تغلغل النفاق الى قلب وروح الانسان.
  • البخل على المحرومين هو سبب تعاسة الانسان في هذه الدنيا.

 

والآن مستمعينا الكرام لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 78 و79 من سورة التوبة:

ألم يعلموا........ عذاب اليم

توضح هذه الآية ان المنافقين ليسوا فقط يبخلون بأداء الزكاة الواجبة عليهم، بل يستخفون ويسخرون من المؤمنين الذين يقدمون المساعدات المختلفة للمقاتلين اثناء المعارك بالاضافة الى ادائهم للزكاة الواجبة. فيصفون مساعدات المتمولين بالرياء والمساعدات المتواضعة للفقراء بانها عديمة الفائدة.

وهنا يرد القرآن الكريم عليهم ان الا يعلم هؤلاء ان الله يعلم بكفرهم الباطني ونواياهم الشريرة واسرارهم وسيعاقبهم على ذلك عقاباً اليما.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • الاستخفاف ولمز المؤمنين من علامات المنافقين، ان لم نكن ممن يقوم باعمال ايجابية، فلنسع الى عدم تحقير اعمال الآخرين.
  • تتوقف حجم المسؤولية على عاتق كل فرد على امكانياته. والى جانب كمية الانفاق فان الدافع للانفاق مهم ايضاً.

 

الى هنا مستمعي الكرام نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة