بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 56و57 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:
ويحلفون بالله ........ يجمحون
تتناول هاتان الآيتان جبن المنافقين وانهم مع كل القدرة والاموال والبنين التي يتمتعون بها إلاّ انهم يخشون دائماً الفضيحة وان يكشف نفاقهم، لذا فانهم يدّعون انهم يسايرونكم في مختلف الامور. في حين انهم لا يوافقونكم الرأي بل يخافونكم وإن افتضح أمرهم فانهم سيسلكون اي سبيل للفرار منكم ولئلا يقعون في قبضتكم.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- لا تصدقوا المنافقين إن قلفوا فان وسيلة المنافقين هي القسم بالله كاذبين.
- عاقبة النفاق الهروب من المجتمع والانزواء والابتعاد عن الآخرين.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 58و59 من سورة التوبة:
ومنهم من يلمزك ....... راغبون
تشير هذه الآية الى احدى صفات المنافقين وهي اللمز واتهام الآخرين، وانهم اثناء توزيع الزكاة يتهمون النبي (ص) بعدم تطبيق العدالة ويعترضون على توزيعه للزكاة، وتخبرنا هذه الآية انهم لا يتوقون الى تطبيق المساواة والعدل، ولذا اذا اعطوا منها شيئاً يسكتون، بل ويعلنون موافقتهم، وفي حالة عدم اعطائهم وحرمانهم من الزكاة يغضبون ويسخطون.
وهنا ينصحهم الله سبحانه وتعالى ان يرجوا لطف الله وفضله بدلاً من الطمع باموال الزكاة التي هي للفقراء والمحرومين وان يقولوا حسبنا الله.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- لا تخشوا من همز ولمز المنافقين، فهذا هو دينهم لتحقيق منافعهم الدنيوية المادية.
- نحن نطلب من الله منافع دنيوية وأعزوية فان اعطانا من الدنيا ما شاء فبفضله وعلينا ان نرضى بما يقسمه لنا.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 60 من سورة التوبة:
إنما الصدقات......... عليم حكيم
بعد التطرق الى رغبة المنافقين في الحصول على جزء من اموال الزكاة تفصّل هذه الآية الحالات التي تستحق الزكاة وهم: الفقراء والمساكين الذين لا يجدون ما ينفقون، ولا قدرة لهم على اداء ديونهم، وهي للمسافرين الذين واجهتهم مشاكل في سفرهم فبقوا في الطريق لا يستطيعون العودة الى ديارهم، وتحريرهم. وإذا اراد المسلمون خوض حرب فبامكانهم الاستفادة من الزكاة لتجهيز الجيوش، ويؤخذ من الزكاة ايضاً اجور اولئك الذين يعملون على جمع الاموال وتسليمها لمن يستحقها.
الملاحظ ان القرآن غالباً ما يذكر الزكاة مع الصلاة. وقد جاء في الاحاديث الشريفة ان الصلاة لا تقبل فمن لا يؤدي الزكاة. وهذه المسئلة توضح العلاقة بين الخالق والمخلوقين، فمن دون ايجاد علاقة سليمة مع المخلوقين، لا يمكن ايجاد العلاقة المطلوبة بالخالق.
وذكرت الاحاديث الشريفة ان الله تعالى جعل في اموال الاغنياء حقاً للفقراء، فلو أعطى كل غني زكاة ماله ما جاع فقير.
اما بالنسبة لتقسيم الزكاة الى ثماني موارد فليس من الضروري ان تقسم بصورة متساوية، بل حسب رأي الحاكم الاسلامي، وبحسب الحاجة، فيعطى سهم اكبر في حالة من هذه الموارد اذا اقتضت المصلحة ذلك.
ان الزكاة عامل لتعادل الثروات في المجتمع وتقليل الفواصل الطبقيه، بين الفقراء والاغنياء، والزكاة تحيي روح الكرم والعاطفة الانسانية، وتقلل من حب الدنيا وحب المال. والزكاة تعتبر تأميناً اجتماعية للذين يفتقرون او يمرضون او تواجههم مشاكل مالية، وتعطيهم الامل كي يسعوا ويجدوا لتحسين اوضاعهم كما كانت. والزكاة احدى الواجبات في الاسلام وهي الطريقة المثلى للقضاء على الفقر وتطبيق العدالة الاجتماعية.
من هذه الآية نستنتج:
- من علامات صدق الايمان، دفع الاموال الواجبة على المسلم ومنها الزكاة، وقد أطلق القرآن على الزكاة احياناً (الصدقة) لأنها تعبّر عن صدق المسلم في اقواله وافعاله، وصدق ايمانه.
- على ما نحي الزكاة ان لا يمنوا على المتلقين لها، لانهم يستحقونها ولان الله عزوجل قد جعل لهم فيها حصة.
- في الوقت الذي كانت فيه الحكومات تنشر الرق، جعل الاسلام حصة من الزكاة لتحرير رقاب العبيد.
- الاسلام ليس دين عبادة فقط، بل قدم قوانين لرفع المشاكل الاقتصادية.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة. نستودعكم الله والسلام عليكم.