بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 52 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:
قل هل تربّصون ........ متربصون
ذكرت الآيات السابقة طريقة تعامل المنافقين مع النبي والمؤمنين وانهم لم يفروا من جبهات القتال فحسب، بل حتى انهم يعملون على تضعيف معنويات المقاتلين المسلمين بالمبالغة بقدرات الاعداء راغبين في اندحار المسلمين وكسر شوكتهم، وتقرر هذه الآية ان للمجاهدين في سبيل الله احدى الحسنين، اما الانتصار على اعدائهم ونيل اهدافهم، واما الشهادة في سبيل الله التي هي اعلى درجة للفلاح عند المؤمن. اذن فالمؤمن منتصر في الحالتين ولا يندحر، أما الفاروق من الجهاد فلا ينتظرهم إلاّ العذاب الالهي.
في الدنيا او في الآخرة في الدنيا قد يعذبهم الله بايدي المؤمنين فيذوقوا وبال عملهم في الفرار من القتال، أو في الآخرة بالخزي والعار على رؤوس الاشهاد.
من هذه الآية نستنتج:
- المؤمن لا يعرف الأندحار وهو لا يبغى الاّ القيام بواجباته ويسعى لانجازها مهما كانت النتيجة.
- الموت والحياة لا يهمان المؤمن، المهم هو التمسّك باتباع الهدى.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 53 من سورة التوبة:
قل انفقوا............ فاسقين
تخاطب هذه الآية المنافقين الذين كرهوا الخروج الى تبوك وارادوا ان يشاركوا المؤمنين انتصارهم بتقديم مساعدات مالية او عينية وليبرروا بذلك فرارهم من القتال، وتوضح هذه الآية ان الجهاد في سبيل الله كان واجبهم ولانهم لم يؤدوا واجبهم فلا تقبل منهم هذه المساعدات.
وتضيف هذه الآية وحتى هذه المساعدات لا بدرى ان كانوا قدموها بكامل رغبتهم، ام كانوا مجبرين على ذلك وهم كارهون لانتصار المسلمين.
من هذه الآية نستنتج:
- علينا ان لا نقبل مساعدات من أي شخص، فالشؤون الدينية لا تنجز إلاّ بمساعدات واموال الصالحين.
- شروط قبول الاعمال عند الله، التقوى والنزاهة، والفسق والفجور تمنع قبول الاعمال.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 54 من سورة التوبة:
وما منعهم ......... كارهون
هذه الآية توضح سبب عدم قبول المساعدات المالية للمنافقين وهو لانهم من حيث العقيدة والايمان كافرون بالله ورسوله وغير مؤمنين، ومن حيث الواجبات الدينية فهم يكرهون اداءها ولا يؤدونها إلا كسالى كالصلاة مثلاَ،
من هذه الآية نستنتج:
- ان الله لا يقبل العمل ما لم يصاحبه الايمان، ونيّة القربة الى الله هو الشرط الاول لقبول الاعمال.
- لنحذر ان تتسرب الينا علامات النفاق كالقيام الى الصلاة كسالى وكره الانفاق في سبيل الله.
والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآية 55 من سورة التوبة:
فلا تعجبك........... وهم كافرون
تشير هذه الآية الى اوضاع المنافقين الاقتصادية في الدنيا والتي تكون افضل من اوضاع المسلمين. فلا تعجب أو تتحسر على تلك الاموال والاولاد، لانها ستؤدي الى عذاب الفرد المنافق في الدنيا ولن تبق له منها غير الحسرة، وشدة تعلق المنافق في الدنيا فانه عندما تزهق نفسه ويموت كافراً وإن كان قد فعل في الدنيا خيراً فان عمله سيحبط.
من هذه الآية نستنتج:
- كم من نعمة ظاهرة كانت في حقيقتها نقمة وسبباً يؤدي الى العذاب الاليم.
- الموت ليس فناءاً وهلاكا فهو عبارة عن خروج الروح من الجسد الى يوم القيامة حيث تعود اليه ثانية.
- لا تلتفت الى المظاهر الدنيوية لحياة الناس بل تدبّر في عاقبة امرهم.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.