البث المباشر

تفسير موجز للآيات 43 الى 47 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 10:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 300

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 43 من سورة التوبة. فلننصت خاشعين:

عفا الله ........ الكاذبين 

ذكرنا في الحلقة السابقة استنهاض الرسول (ص) للمسلمين للتوجه الى تبوك شمال الجزيرة العربية، ولكن البعض كان يسوق الذرائع المختلفة لكي يتضّل من الجهاد، كبعد المسافة، وحرارة الجو وقرب موسم الحصار فاذن الرسول (ص) لبعضهم. هذه الآية توجه العتاب لرسول الله (ص) لان العديد من الذين استأذنوه لم يكن لديهم عذر حقيقي، ومن الطبيعي ان هذه الآية لا تلومه (ص)، لان الآيات التي تلتها توضح أن الله سبحانه وتعالى يكره تواجد المنافقين في ساحات الجهاد، بل ان هذه الآية تفضح اولئك الذين يستأذنون الرسول دون عذر. ويذكرهم الله عزوجل، ان لا تحسبوا أننا لا نعرف انكم تكذبون، نحن نعلم جيداً ولكننا لا نرغب في تواجدكم في ساحات الجهاد.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان عتاب الله عزوجل تصاحبه رحمة وعفو، وهو يذكر ويغفر في نفس الوقت.
  • ان ساحات الجهاد والحروب، هي ميادين التمييز بين المخلصين والمنافقين الكاذبين.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة للآيتين 44 و45 من سورة التوبة:

لا يستأذنك................ يترددون

هاتان الآيتان تضعان الحد الفاصل بين المؤمنين والمنافقين، ويكشف ما في قلوب الفريقين. فالذين يؤمنون بالله واليوم الآخر لا يخشون الموت في سبيل الله ولا يعتذرون عن خوض الحروب ولا يفرون منها، بينما اللذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر يخشون الموت فهم يعتذرون عن خوض الحروب ويفرون منها.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • يجب ان يرافق التقوى، التواجد في ساحات الوغى، وليس الفرار منها والانزواء، فالمتقون يعرفون في ساحات الجهاد وليس في الجلوس في بيوتهم والانزواء وترك الجهاد.
  • الشك يجب ان يكون فصاحاً لرحي الافكار العلمية، والخطورة تكمن في بقاء الانسان جيس الشك فانه سيمهد الى الضلال.

 

والآن ايها الكرام، لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 46 من سورة التوبة:

ولو ارادوا................. مع القاعدين

تشير هذه الآية الى ما يضمره المنافقون والغارين من حرب تبوك، وهو نهم استأذنوا النبي (ص) لانهم لم يكونوا مستعدين لخوض الحرب، لذلك لم يكونوا قد اعدوا أية وسيلة ليحاربوا بها.

بل إن الله لا يحب رؤية هؤلاء الافراد في ميادين الجهاد، لذا يسلبهم التوفيق للمشاركة فيها. وذلك بسماح النبي لهم بعدم المشاركة، فظنوا ان التكليف قد اسقط عنهم، في حين ان الله عزوجل يعلم ان أعذارهم واهية، وإن كان الرسول قد اذن لهم إلاّ ان التكليف لم يسقط عنهم. وتستطرد الآية لتوضح ان هؤلاء الافراد قد جلسوا في بيوتهم ولم يخرجوا من المدينة، كنما جلس الاطفال والنساء والمرضى في بيوتهم.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان المشاركة في الجهاد توفيق الهي يسلب عمّن لا يستحقه.
  • ان النية لا تكفي، بل يجب اعداد العدة، فالاعداد لما وجب واجب.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 47 من سورة التوبة:

لو خرجوا فيكم............ عليم بالظالمين

هذه الآية توضح سبب عدم رغبة الله بتواجد المنافقين ضعيفي الايمان في جبهات الجهاد، وذلك ان الله عزوجل سلبهم التوفيق في خوض القتال مع المؤمنين، لانهم ان دخلوا ميدان الحرب، لم يفعلوا إلاّ بث الفتن والفرقة. فان البسطاء يسمعون لهم فيضعفون وتهبط معنوياتهم. ونتيجة لذلك يسود الشك والريبة والاضطرابات بين جنود الاسلام. بالاضافة الى ان المنافقين يلعبون دور الجواسيس للاعداء على المسلمين.

من هذه الآية نستنتج:

  • ليس مهماً أعداد المحاربين، لان المهم هو الايمان والعقيدة والاخلاص ليتحقق النصر على اعداء المسلمين.
  • علينا مراقبة مثيري الشغب في المجتمع الاسلامي الذين يحيون بين المسلمين وينشرون الشائعات فيحرفون افكار البسطاء من الناس ويبثون الفرقة بينهم.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة