بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، ونبدؤها بتلاوة عطرة للآية 40 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:
الاّ تنصروه ...... والله عزيز حكيم
تشير هذه الآية الى مؤامرة المشركين لقتل النبي (ص)، بعدما يئسوا من فشل جميع الخطط والمكائد، قرروا ان يقتلوا الني (ص) بحيث لا يقتله رجل واحد، بل اختاروا من كل قبيلة رجلاً ليهجموا على دار رسول الله ويضربونه ضربة رجل واحد فيضيع دمه بين القبائل فلا يتمكن بنوهاشم لمحاربة جميع القبائل للثأر لذته الشريف، ولكن الله سبحانه وتعالى اطلع رسوله على مكيدة المشركين فغادر رسول الله (ص) داره ولكي لا يعرف الاعداء بحركة رسول الله هذه انام علياً (ع) في فراشه، كي ينشغل المشركون وجواسيهم به فلا يفطنوا الى فعادرة النبي (ص) مكة.
وبعد ان علم المشركون بخروج الرسول (ص) من مكة تبعوا آثاره حتى غارجراء، ولكنهم لم يدخلوه وقفلوا راجعين عندما رأوا نسيج عنكبوت على مدخل الغار. وبعد ثلاثة ايام قضاها (ص) في الغار خرج قاصداً يثرب التي نورّها الرسول (ص) بدخوله فسميت المدينة المنورّة. وبالاشارة الى قضية هجرته (ص) وكيف نصره الله وهو وحيد وكيف انقذه من بطش الكافرين والمشركين فهو اذن اقدر على نصره في الحروب والغزوات، فلا تمنوا على النبي (ص) اسلامكم والحرب معه، واعلموا ان كيد الكافرين لباطل وان كلمة الله ودين الله هو الخالد والباقي.
من هذه الآية نستنتج:
- ان دوام الاسلام وخلوده لا يتوقف على دعمنا وتأييدنا لان الله هو الذي يحفظ دينه، فلا تغتروا بدعمكم وتأييدكم لهذا الدين.
- ان السكينة والطمأنينة انما تتنزل من الله على المؤمنين ولا تلتسب بالوسائل المادية.
- ان مشيئة الله هي الغالبة على الحجيع، وان مكايد الكافرين لن تنفعهم.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 41 من سورة التوبة:
انفروا خفافاً............. كنتم تعلمون
تعلن هذه الآية ان امر الله قد صدر بالخروج للجهاد والحركة الى منطقة تبوك وعليكم ان تتوجهوا اليها باي حال كنتم سواء كانت ظروفكم صعبة او يسيرة، وان تجاهدوا باموالكم وانفسكم فان الدفاع عن دين الله ورسوله اغلى من كل شيء. بالاضافة الى ذلك فان هذا يعتبر اختباراً لمعرفة المؤمنين الحقيقيين من المرائين المخادعين ومعرفة مدى استعدادهم للتضحية باموالهم وانفسهم واولادهم والابتعاد عن أسرهم لنصرة الدين.
من هذه الآية نستنتج:
- قد تستوجب بعض الحالات تجنيد الجميع من اجل حفظ وصيانة المجتمع الاسلامي ولا يكفي تطوّع البعض.
- الجهاد يقترن بالانفاق، فبعض تكاليف الجهاد تقع على عاتق المؤمنين، وكل ينفق في هذا السبيل من سعته.
والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 42 من سورة التوبة:
لوكان عرضاً.......... انهم لكاذبون
في الآية السابقة نزلت الاوامر لجميع المسلمين بالسير الى تبوك، وتوضح هذه الآية ان بعض المرائين امتنعوا عن السير الى تبوك متخذين ذرائع وأعذاراً مختلفة، فقالوا احياناً ان لا قدرة لهم على السير هذه المسافة الكبيرة، واحياناً تذرعوا بقلة الزاد او حتى بانعدامه وهم يحلفون بالله انهم لصادقون وانهم غير قادرين على التوجّه الى الحرب. في حين انه لو كانت المسافة قصيرة وحصول الفنائم ميسّراً لا نطلقوا بكل تأكيد ولم يقدموا ذرائع. فلا يحسبن هؤلاء انهم يخدعون الله سبحانه وتعالى، لان الله مطلع على سرائرهم، إذن فهم يخدعون انفسهم ليس إلاّ ويلقون انفسهم في التهلكة.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الجهاد مجال ممتاز لاختبار البشر وايمانهم.
- ان تقبل المسؤوليات السهلة اليسيرة ذات الارباح الوفيرة ليست دليلاً على كمال الانسان وايمانه، بل ان تقبّل المسؤوليات الشاقة هي المعيار لكمال الانسان وايمانه.
- الهزيمة في الحرب تلحق العار الابدي بالفارين، وعلى المؤمنين ان ينأوا عنهم ويثبتوا في صفوفهم.
الى هنا مستمعينا الاكارم نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.