البث المباشر

تفسير موجز للآيات 31 الى 35 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 08:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 297

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي سنبدؤها بتلاوة عطرة للآية 31 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:

اتخذوا احبارهم ...... عمّا يشركون

لقد اعتبر أتباع المسيح، المسيح ولداً لله، وبعده رفعوا علماءهم ورهبانهم الى منزلة الله سبحانه وتعالى عما يصفون علواً كبيراً، حتى انهم كانوا يعتبرون اوامرهم وتعاليمهم كأوامر الله عزوجل ويلتزمون بتنفيذها، في حين انه لا طاعة مطلقة الاّ لله عزوجل ولرسوله (ص).

والغلوّ بشأن أئمة الاديان السماوية لا يقتصر على الدين المسيحي، بل حتى ان ائمة المسلمين كانوا يحذرونهم من هذا الخطر، فان اولياء الله مهما علت منزلتهم فانهم لا يعدون كونهم عباداً لله سبحانه وتعالى ولن يرقوا الى منزلة الله عزوجل.

من هذه الآية نستنتج:

  • علينا ان لا نعبد أي شخص، ان عبادة إنسان ما تؤدي الى الكفر والشرك.
  • حق وضع القوانين لله وحده، وكل من يخضع لغير القوانين الالهية فهو مشرك.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 32 من سورة التوبة:

يريدون أن يطفئوا ........ كره الكافرون

على مر التاريخ سعى العديد من الاشخاص والفئات وخاصة من الحكام والملوك الظالمين اللذين لا يطيقون الحق والعدل، سعوا للقضاء على ائمة الحق والى ان تعفى آثارهم.

ولكن التاريخ يشهد انه مازال اسم الانبياء والأوصياء وتعاليمهم وعقائدهم حيّة، يذكرهم الناس بكل احترام واجلال واكبار، فيما لم يبق للظالمين اثر، بل ما زال الناس يلعنونهم متى ذكروهم. هذا ما اشارت اليه هذه السنة الالهة عندما ذكرت ان البعض يريدون ان يطفئوا نور الله وهو اسمه وذكره سبحانه وتعالى في قلوب الناس بالسنتهم وافواههم كما يطفئون الشمعة اذا نفخوا عليها، في حين ان نور الله كنور الشمس لا يطفأ بنفخة وإنما عمّ نوره العالم بأسره.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان العدو غالباً ما يسعى للقضاء على الدين الاسلامي بلسانه واعلامه، لذا علينا ان لا نتأثر باعلامه وكلامه.
  • على المعاندين واعداء الله ان يعلموا انهم يواجهون ارادة الله عزوجل بانتصار دينه، وان اي مسعى لهم سيكلل بالفشل.

 

والآن اعزائي الافاضل سننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 33 من سورة التوبة:

هو الذي أرسل........... كره المشركون

تضيف هذه الآية الى ما تقدم في الآية التي سبقتها من ان المخالفين للاسلام يبذلون جهدهم كي يقضوا على هذا الدين وذكر انبياءه، تضيف هذه الآية انه مع كل ما يبذلونه من مساعي وجهود لن يتمكنوا من الانتصار على الحق، وليس ذلك فحسب، بل ان الاسلام سيعلو وينتصر على كافة الاديان والمذاهب في العالم، لانه يرتكز على الحق والهدي الالهي.

استناداً الى الروايات الاسلامية فان هذا الامر هو ما سيتحقق في آخر الزمان وعلى يد احد اولاد النبي الاكرم (ص) هو الامام المهدي (عج) الذي سيقود ثورة عالمية على الظلم والعدو ان وينشر العدل والقسط، ويوفر الارضية ليدخل جميع الناس في الدين الاسلامي فلا تبق ارض وقبيلة وطائفة الاّ دخلها الاسلام.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان اساس الاديان الالهية هو الحق، وان جميع الاديان على حق، الاّ ان اغلبها تم تحريفها ففقدت احقيتها.
  • عليك ان تنسّق مسير حركتك في حياتك مع الارادة الالهية والاّ قضي عليك.

 

والآن ايها الافاضل سننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 34 و35 من سورة التوبة:

يا ايها اللذين آمنوا ........... ما كنتم تكنزون

تتطرق هاتان الايتان الى حقيقة قسم من علماء المسيحيين واليهود ورهبانهم الذين يدّعون الزهد ولكنهم للاسف غارقون في الفساد وارتكاب الذنوب واكل اموال الناس التي يودعونها لديهم لانهم يثقون بهم، ان هؤلاء الرهبان والحافامات لا يسعون الى نشر الدين الالهي بل إنهم يمنعون الناس عن النهج الالهي باقوالهم وافعالهم الدينئة.

وتستطر الآية التالية بالاشارة الى ان بعض الناس ينصبّ جلّ اهتمامهم على جمع الاموال ولا ينفقونها في سبيل الله مع انهم ليسوا بحاجة الى هذه الاموال. فهؤلاء سيجزون يوم القيامة عذاباً اليماً حيث تحمى هذه المسكوكات الذهبية والفضية فتكوى بها ابدائهم كي يعلموا اي قلوب احرقوا باموالهم هذه حسرة عليها.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • الفساد المالي احدى المخاطر التي تهدد رجال الدين لان الناس يأتمنونهم عليها.
  • لا ينبغي جمع الاموال والمسكوكات الذهبية وفي المجتمع من يكون بحاجة اليها، حتى إن كان قد اعطى زكاة ماله والضرائب.
  • ان العقاب يوم القيامة من جنس عمل الانسان، فعقاب من يجمع الاموال كيّه بها.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة نم نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة، نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة