لو تجولت في هذه المنطقة فستأخذك المعالم التاريخية فيها، سيما تل "هكمتانه"، إلى عهد قديم من التاريخ ويروي لك فصلا من أهم الفصول تأريخ إيران.
وكانت هذه المدينة عاصمة ومصيفا للعديد من الإمبراطوريات الفارسية من الإخمينيين الى الساسانيين حيث بني فيها العديد من القصور واليوم نشاهد الآثار والمعالم التاريخية التي تعود لذلك العهد.
هكمتانه أو إكباتان أو هانقماتانا/هقماتانا تعني "مدينة التجمعات"، هي مدينة من التاريخ القديم يوافق موقعها في الوقت الحاضر مدينة همدان الإيرانية الواقعة على سفح جبل العاصي جنوب غرب بحر قزوين وشمال شرق بابل.
كانت المدن المسوّرة في إيران القديم تتبع نوعين من التخطيط، الخطة المستطيلة، والخطة المستديرة مثل التي استعملت في إكباتان، وهذه المدن يغلب عليها النمط السماوي الديني.
وهذه المدن المستديرة كانت تسمى قريذ من بينها فيروز آباد ، تخت سليمان (مدينة بارثية - ساسانية)، وعلى عكس هذه المدن، تتبع يبيسابور التخطيط المستدير وهي ليست زرادشتية.
ورد ذكر مدينة إكباتان تحت اسم أمادانا في سجلات إمبراطور آشور تغلث فلاسر الأول (1116-1077)، و سمّى الإغريق المدينة بإكباتان.
وإكباتان أصبحت عاصمة الميديين في نهاية القرن 8 ق.م في عهد مؤسس الإمبراطورية الميدية ديجوسيس (728-675).
وظلت تبقى تحت سيطرة الميدين إلى أن يستولي الفرس على المدينة سنة 549، من قبل الملك الفارسي كورش الكبير (558-528)، الذي أطاح بحكم ملك الميدين أستياجيس. وأبقى الفرس على إكباتان كعاصمة صيفية لهم.
وفي سنة 330 ملك مقدونيا الإسكندر الأكبر يستولي على إكباتان وعلى خزينة داريوس الثالث الذي كان محجوزا منذ معركة غوغميلا. وفي سنة 324، حين عودته إلى إكباتان من حملة عسكرية في الهند، مات هيفستيون وهو صديق الإسكندر المقدوني ضحية حمى التيفوئيد.
وبعد رحيل الإسكندر الأكبر عنها فقدت المدينة كل أهمية سياسية وأصبحت مدينة ثانوية تربط بين الهضبة الإيرانية وبلاد الرافدين.
وبعد ذلك نهبت عدة مرات ثم أصبحت تحت هيمنة البارثيين، عاصمة ساترابي. وفقا لسترابو وتاسيتس، الملوك البارثيين جعلت من إكباتان واحدة من مساكنهم الصيفية. ثم أصبحت في القرن 3 عاصمة الساسانيين.