البث المباشر

تفسير موجز للآيات 28 الى 30 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 08:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 296

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة ونبدؤها بتلاوة عطرة للآية 28 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:

يا ايها اللذين ...... عليم حكيم

بعد فتح مكة على ايدي المسلمين وتحطيم اصنام الكعبة على أيدي أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) ظلّ المشركون يدخلون المسجد الحرام ويطوفون بالكعبة حتى العام الهجري التاسع عندما أصدر الله عزوجل اوامره وبلّغها الامام علي (ع) في موسم الحج، أنه لن يحق للمشركين بعد ذلك العام دخول المسجد الحرام، ومن الطبيعي ان يؤدي ذلك الى قلّة حضور المشركين في مكة من المناطق المحيطة بها ما يؤدي الى ركود تجارة المسلمين في ذلك الموسم، لذا فقد وعد الله سبحانه وتعالى المسلمين ان يرزقهم فان الرزق بيده وحده فعليهم ألاّ يخافوا العيلة.

من هذه الآية نستنتج:

  • الشرك نجس، والطهارة الحقيقية تكمن في ظل الايمان بوحدانية الله.
  • علينا ان لا نقلق من قطع العلاقات التجارية مع الكافرين، فارزاقنا ليست بايديهم، فلا يدفعنا الحصار الاقتصادي والضغوط المالية الى التنصّل من واجباتنا تجاه ديننا الاسلامي الحنيف.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 29 من سورة التوبة:

قاتلوا اللذين.................. وهم صاغرون

بعد أن تناولت الآية السابقة كيفية التعامل مع المشركين تتناول هذه الآية كيفية التعامل مع اهل الكتاب من المسيحيين واليهود ويضع امامهم اختيارين، اما ان يرضخوا لحكم المسلمين ويعيشون الى جنبهم بسلام، واما ان يتركوا مكة. ويشهد التاريخ ان زعماء اليهود والنصارى طالما تآمروا على الحكومة الاسلامية، ولم يعترفوا بها. ولهذا امرت هذه الآية المسلمين بمقاتلتهم حتى يستسلموا ويتركوا العصيان والتمرد. ولان المسلمين يؤدون الضرائب للحكومة الاسلامية بعنوان (الزكاة)، فهؤلاء ايضاً (اهل الكتاب) عليهم ان يؤدوا الجزية.

من هذه الآية نستنتج:

  • ليس المسلم والمسيحي واليهودي بالأسم والظاهر، فمن لا يتمسك بايمانه، فكأنه لا يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر.
  • على الاقليات الدينية ان يخضوا لسلطة الحكومة الاسلامية ويجب ان تتمتع الحكومة الاسلامية بقدرة بحيث تخضع الآخرين لسلطتها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة الآية 30 من سورة التوبة:

وقالت اليهود............... أنى يؤفكون

تلقي هذه الآية الاضواء على العقائد الخرافية والباطلة لاهل الكتاب وتعقيباً على ما جاء في الآية السابقة انهم لا يؤمنون بالله الواحد الاحد، توضح هذه الآية ان بعض اليهود يؤمنون ان عزيز (النبي الذي اماته الله مئة عام ثم أحياه) هو ابن الله، كما يؤمن المسيحيون ان المسيح (ع) الذي ولد من ام عذراء بتول هو ابن الله. وهذه العقيدة تشبه عقائد الكفار والمشركين الذين كانوا يعتقدون ان الملائكة هم بنات الله وزعموا ان لله اولادا. هذه الادعاءات اغضبت الله بحيث اعلن سخطه عليهم بقوله (قاتلهم الله) لانهم الصقوا بذات الباري سبحانه وتعالى هذه التهم الباطلة.

من هذه الآية نستنتج:

  • علينا ان لا نغالي بالشخصيات الدينية العظيمة كالانبياء والاولياء فهم لم ولن يكونوا اولاد لله.
  • الخرافات والاساطير تعتبر اكبر خطر يواجه الاديان الالهية، وقد ابتليت بها وللاسف الشديد التوراة والانجيل.
  • محاربة الاباطيل والخرافات هي اهم وظيفة على عاتق ائمة الدين الاسلامي من اجل ان يبقى ديننا ناصعاً نقياً.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختم هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة