البث المباشر

تفسير موجز للآيات 17 الى 22 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 08:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 294

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعي الاعزاء ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 17 و18 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

ما كان للمشركين ...... من المهتدين

إن سدانة المسجد الحرام وادارة شؤونه كانت بيد المشركين قبل فتح مكه، وكانت مدعاة فخر واعتزاز لهم، ولكن المسجد اهم مركز ديني واجتماعي للمسلمين، ويجب ان يكون هذا المنصب بيد افراد صالحين وطيبين كي تتوفر الارضية لسموّ الناس الفكري والمعنوي.

ومع ان الآية تتناول الحديث عن المسجد الحرام، ولكن هذا الحكم يشمل جميع المساجد فلا فرق بينه وبينهم من هذه الناحية، إذ ان الاعمال المقدسة لا يفعلها الاّ الصالحون ويجب ان تدفع تكاليفها من اموال مشروعة، ويجب عدم استخدام افراد طالحين لانجاز، هذه الاعمال حتى إن وعدوا بدفع مبالغ كبيرة ، فانهم لا شك يريدون من خلال ذلك تسخير المسجد الحرام لتحقيق مطامعهم السلطوية أو التجارية.

بالاضافة الى ان أعمار المسجد لا يعني بناؤه، بل إعماره الحقيقي اي حضور الناس فيه، والدعوة للاسلام، ودور المسجد في ادارة شؤون المجتمع. وهذه الامور يجب ان لا يتصدّى لها افراد غير صالحين، وإن رغبوا هم بالتصدّي لها لانهم ليسوا كفوئين للقيام بهذا العمل.

من هتين الايتين نستنتج:

  • في الامور الدينية، نفس العمل لا يعتبر مقياساً، إنما للنيّة والدافع الدور الرئيس. عليكم ان لا تقبلوا مساهمة الاّ من تكون نيته خالصة لوجه الله. جودة العمل لا تكفي ولكن المهم كونه عملاً صالحاً.
  • الكفر والشرك سبب حبط الاعمال الصالحة للانسان.
  • على القائمين على المساجد بالاضافة الى الاهتمام بالصلاة، الاهتمام أيضاً بالمحرومين، ففي اغلب الآيات اقترنت الزكاة بالصلاة.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 19 من سورة التوبة:

أجعلتم............ القوم الظالمين

ان امور سقاية حجاج بيت الله الحرام وسدانة الكعبة على اهميتها لا تضاهي منزلة الجهاد في سبيل الله، ولا تساويها عند الله.

تذكر الروايات ان وجلين من زعماء مكة كانا يتفاخر ان فقال احدهما انه مسؤول عن سقاية الحاج وتفاخر الثاني انه سادن الكعبة فقال لهما الامام علي انه يفخر لكونهما آمنا اثره جهاده فاستاءا وشكوه الى الرسول (ص)، فنزلت هذه الآية الكريمة لتبين افضلية الجهاد على خدمة بيت الله والحجاج.

من هذه الآية نستنتج:

  • الاصل لدى الاسلام هو الايمان والسعي لنشر الدين الاسلامي، ولا خير في بناء المساجد الكبيرة والجميلة ان لم وراءها اهداف سامية، فهدف النبي (ص) كان تربية افراد كبلال وليس بناء مسجد.
  • اللذين يضحون باموالهم فقط لا يظاهون اولئك الذين يضحون بانفسهم. وإن كانت ثمة أرجحية فهي من نصيب المجاهدين المحاربين في سبيل الله.

 

والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات 20 و21 و22 من سورة التوبة:

الذين آمنوا....... اجر عظيم

تشير هذه الآيات الى منزلة المؤمنين المجاهدين عند الله ومنزلتهم في الجنة، فإن أعلى درجة في الجنة هي من نصيب المؤمنين اللذين يهاجرون في سبيل الله ويضحون باموالهم وانفسهم في هذا السبيل، لاشك ان هؤلاء الاشخاص سينالون السعادة في الدارين، الدنيا والآخرة، وسينعم الله عليهم بجنانة ويشملهم برحمته ويعمّهم برضاه.

من هذه الآيات نستنتج:

  • يجب ان يكون معيار التفاضل بين افراد المجتمع هو نفسه هذا المعيار الالهي، وليس الروابء العرقية والقبلية. فالايمان والجهاد والهجرة هي معابير المفاضلة عند الله سبحانه وتعالى، ويجب ان تكون هي معايير المفاضلة في المجتمع الاسلامي.
  • إن كنا نرغب في النعيم الابدي فعلينا ان نعرض عن النعم المادية.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة