البث المباشر

تفسير موجز للآيات 12 الى 16 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 08:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 293

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 12 و13 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

وإن نكثوا ...... مؤمنين

قلنا في تفسير آية سابقة ان الله عزوجل امر المسلمين بما مضمونه ان المشركين ان تابوا وكفوا ايديهم عنكم فعاملوهم كاخوانكم في الدين، اما هذه الآية فتوضح ان المشركين اذا استمروا على دينهم في نكث العهد وسخروا من دينكم فلا يجوز لكم القعود وقوموا للدفاع عن انفسكم وعن الدين الاسلامي، وقاتلوا قادة الكفار، فقد تجعلهم شدة ردة فعلكم يرعوون ويكفون عنكم. ولا تظنوا ان سكوتكم عن افعالهم سيجعلهم يهدؤون ويكفون عنكم، فهؤلاء هم الذين اخرجوا لني (ص) من المدينة، وهموا بقتله، ولم يحفظوا عهودهم مع رسول الله، فلماذا لا تقاتلونهم؟

فان كان خوفكم منهم يحول دون مقاتلتهم فهذا دليل على ضعف ايمانكم، لان المؤمن لا يخاف غير الله.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • الاسلام يؤمن بالمنطق، ولطالما طلب من المخالفين دليلاً وبرهاناً على ادّعاءاتهم، ولكنه يرفض اهانة المقدسات الدينية.
  • في حروبكم مع الكفار والمشركين، قاتلوا قادتهم لانهم مصدر الكفر والفساد والافساد.
  • الجهاد الاسلامي دفاعي وليس هجومي، فهو دفاع عن الدين الاسلامي وليس الهدف منه الهجوم على الدول واحتلالها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيات 14 و15 من سورة التوبة:

قاتلوهم ..... عليم حكيم

احد العقوبات الالهية التي تحل على الكافرين المحاربين لدين الله هو قتال المؤمنين لهم والذي يؤدي اما الى قتلهم او اصابتهم، واما الى ذل وخزي في الحياة الدنيا، وفي هاتين الآيتين دعوة للمؤمنين الى قتال الكافرين، وتعدهم انهم اذا عزموا على حرب الكفار فان الله سيوفر لهم مستلزمات النصر عليهم، هذا النصر هو الذي سيداوي آلام المؤمنين الذي يعانون شتى الضغوطات ويذهب الغيظ من قلوبهم.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • ان مستلزمات النصر لا تتأتى إلا بالسعي والجهاد.
  • العزة والامن لا ينالها المؤمنون إلا من خلال الجهاد، وهي ارفع من شهادة بعض المجاهدين.
  • سبيل التوبة مفتوح دائماً، فأولئك الذين امتنعوا عن الجهاد إن تابوا وعادوا، لا تطردوهم لعل الله يقبل توبتهم.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 16 من سورة التوبة:

ام حسبتم.......... بما تعملون

دعت الآيات السابقة المؤمنين الى جهاد رؤساء وزعماء الكفر، وهذه الآية تذكر المؤمنين وتسألهم هل تحسبون ان الايمان صلاة وصوم فقط؟ الا تعلمون ان الله يبتليكم ليعلم من هو المؤمن حقاً بالقوت والفعل، ام ان ايمانكم بالله لا يتجاوز اقوالكم.

الجهاد من اركان الدين الاسلامي وعلى المؤمن ان يجاهد بنفسه وامواله في سبيل الله، وعليه ان لا يلجأ لغير الله ليحفظ له نفسه وما له مقابل اطلاعه على اسرار المؤمنين، الا يعلم ان الله سميع لما يقول بصير بافعاله مهما اخفى نفسه عن أعين الآخرين.

من هذه الآية نستنتج:

  • الابتلاء والامتحان من سنن الله المحتومة التي لا مفر منها.
  • الجهاد، مجال الامتحان الالهي، فلا يظنن الفاروق من الجهاد أنهم مؤمنون، حتى وان قضوا الليل ساجدين.
  • من الواجب على الجميع حفظ اسرار المجتمع الاسلامي، ويجب ان لا تؤدي العلاقة مع الاجانب الى اطلاعهم على اسرار المسلمين العسكرية والاقتصادية والعلمية.

 

اعزائي المستمعين، الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في حلقة مقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة