بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية السابعة من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

كيف يكون ...... يحب المتقين

في الآيات الاولى من هذه السورة اعلى الله برائتة ونبيه من المشركين، وأن على المسلمين ان يبقوا على عهودهم ومواثيقهم مع اللذين عاهدوا رسول الله (ص) عند المسجد الحرام ما داموا باقين على عهدهم. وفي غير هذه الحالة لا يجب على المسلمين حفظ عهودهم من جانب واحد. ومن البديهي مراعاة التقوى حتى في التعامل مع الاعداء، وعدم الخروج عن جادة الحق والعدل.

من هذه الآية نستنتج:

• في التعامل مع العدو عليكم ان تعاملونه بالمثل في الوفاء بالعهد او نقضه. ويجب ان لا تعاملونه بحيث تشجعونه على السيطرة عليكم، او ان يخرجكم من حدود لتقوى.
• الوفاء بالعهود والمواثيق الاجتماعية ركن من اركان الايمان والتقوى.

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية الثامنة من سورة التوبة:

كيف وإن يظهروا.......... واكثرهم فاسقون

تبين لنا هذه الآية رؤية وسلوك الاعداء كي لا ينخدع المسلمون بوعودهم المعسولة وليعلموا ان قلوب المشركين لا تميل الى المؤمنين وتصفو لهم وانها مليئة بالبغض على المؤمنين، ولو استطاعوا السيطرة على المسلمين، فلن يراعوا اي عرف اجتماعي فيهم ولن يرحموهم حتى اذا كانوا ذوي رحم، ولا يحترموا اي عهد او ميثاق.

من هذه الآية نستنتج:

• اعرفوا اعداءكم حق المعرفة، انهم معكم باقوالهم فقط ولكن قلوبهم ليست معكم، ولا يفعلون ما ينفعكم.
• وإن تغلب هؤلاء عليكم فلن تأخذهم بكم عطف ولا رحمة ولن يراعوا القواعد الاجتماعية. فيجب ان لا يكون المسلم ساذجاً.

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية التاسعة من سورة التوبة: اشتروا .... يعملون

هذه الآية تشير الى جانب آخر من صفات الاعداء، وهو انهم ينفقون الاموال الطائلة للحيلولة دون انتشار الدين الاسلامي، ولا يدخروا وسعاً. وهذه من صفات يهود المدينة الذين كانوا يقرأون التوراة ويفهمون آيات الله ولكنهم كانوا يكتمون الحقائق للحيلولة دون انتشار الاسلام وتمسّكاً منهم بدنياهم.

من هذه الآية نستنتج:

• ازاء فقدان آيات الله، كلما نحصل عليه قليل، وإن كان كثيراً حسب ظاهره.
• سبب تصدي الاعداء للدين هو حب الدنيا فقط، فهم ليس لديهم دليل منطقي على ذلك.

والآن ايها الكرام لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 10 و11 من سورة التوبة: 

لا يرقبون في .... لقوم يعلمون

هاتان الآيتان اكدتا على عداوة المشركين والكافرين الشديدة للمؤمنين وأن من صفاتهم التعدّي على حدود الآخرين سواء الاجتماعية التي عقدت على اساسها المواثيق بين افراد المجتمع، او الالهية التي تربط البشر بالله سبحانه وتعالى، وفي ختام هاتين الآيتين يصرّح الله عزوجل بان باب الانابة ليس فعلقاً بوجوه هؤلاء. وان تركوا كفرهم وشركهم وادّوا وظائفهم الدينية كالصلاة والزكاة، فسيقبرون كبقية المؤمنين اخواناً لكم وعليكم ان تعاملوهم على هذا الاساس.

من هاتين الآيتين نستنتج:

• إن سياسة نكث العهود يعتبر اعتداءاً، فليس القتل والسرقة فقط تعتبر ان اعتداءاً، بل ان نكث العهود يعتبر بدوره نوعاً من انواع الاعتداءات.
• شرط الدخول في مجال الاخوة الدينية، الصلاة والزكاة، والعلاقات بين المسلمين تقوم على اساس التعليمات الدينية.

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في الحلقة المقبلة. نستودعكم الباري تعالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.