بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 175 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
واتل عليهم ....... من الغاوين
تشير هذه الآية الى قصة احد علماء بني اسرائيل يدعى (بلعم بن باعورا) الذي كان في البداية الى جانب موسى (ع) واصحابه فوسوس له الشيطان فانحرف ومال الى فرعون وخدعته الدنيا ببريقها وقصر فرعون بجلاله وعظمته حتى تآمر على موسى واتباعه وساءت عاقبته. وقد ذكرت قصته في التوراة في سفر الاعداد الفصل 22.
من هذه الآية نتعلم:
- حتى علماء الدين يهددهم خطر حب الدنيا. ومصير هذا الشخص (بلعم بن باعورا) عبرة لجميع العلماء.
- يجب ان لا يغتر الانسان بماضيه، فخطر السقوط يهدد الجميع، وكلما علت درجة الصعود يزداد خطر السقوط.
- الذي يبتعد عن الله يكون لقمة سائفة بيد الشيطان، فحب الدنيا جعل من عالم دين اسيراً بيد الشيطان.
والآن ايها الاخوة، لننصت خاشعين لتلاوة الآية 176 من سورة الاعراف:
ولو شئنا ............ يتفكرون
في هذه الآية يبين الله عزوجل انه اراد ان يسمو بهذا الشخص أي بلعم بن باعورا ولكنه تمسك بالارض، واراد الوصول الى ما تشتهيه نفسه، لقد وفر الله عزوجل له ظروف سموه وكماله ولكن لم يشأ ان يتسافى ويعلو،بل انه كان يريد التمسك بالامور المادية الارضية، ولذا وقع في حبائل الشيطان وأضاع ما كان قد كسبه في السابق.
طالما شبه القرآن الكريم الغافلون فالانعام، ولكنه يشبه العلماء الذين يركنون الى الدنيا بالكلاب الذين تتدلى ألسنتهم من افواههم وكانه اشارة على طمعهم الذي لانهاية له، الطمع بنيل المزيد من الاموال والاستزادة من المناصب والحصول على مناصب اعلى واعلى، هذا ارلطمع ناجم في القيفة عن الغرور والتكبر. ونشير الى حديث للرسول الاكرم (ص) مؤداه هو: ان من يزداد علمه ولا يزداد هداه، فان علمه لا يزيده إلا ابتعاداً عن الله عزوجل.
من هذه الآية نستنتج:
- العلم بآيات الله سبب سمو وتعالي مقام الانسان، شرط ان لا يرافقها حب الدنيا.
- إن أحب العلماء الدنيا وتعلقوا بها، قد يكذبون آيات الله ويكفرون.
- إن تاريخ اجدادنا، عبرة لاجيالنا القادمة، فلا ينبغي أن نمر على قصص الماضين مر الكرام.
والآن لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 177 و178 من سورة الاعراف:
ساء مثلاً.............. الخاسرون
هنا يعرض القرآن استنتاجاً كلياً بان الذين يكذبون بآياتنا ستكون عاقبة امورهم سيئة، ولا يظننن انهم ينالون من الله عزوجل او دينه، بل انهم في الحقيقة يظلمون انفسهم بفعلهم هذا، وينأون بانفسهم عن رحمة الله ولطفه، لان الذي يكذب بالحق لن يهتدي، وذلك هو الخسران المبين.
ومع ان هداية البشر وضلالهم بيد الله، ولكن لكل منهما اسبابه، لان الله حكيم عزيز ورؤوف رحيم، وهو لن يشمل الانسان برحمته او ينزل عليه غضبه إلا بعد ان يمهد الانسان لنفسه اسباب هدايته او ضلاله.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان اشد الظلم هو ظلم الانسان لنفسه وذلك بانكاره الحق واتباعه الهوى.
- ليس لايماننا او كفرنا اي تأثير على الله سبحنه وتعالى فهو لا يحتاج الى اي احد، وكلنا بحاجة اليه.
- العلم لوحده لا يكفي لنجاة الانسان من عذاب يوم القيامة، فعلى الانسان ان يستجلب الرحمة الالهية بعمله.
اعزائي المستمعين وبهذا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.