بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 167 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
واذ تأذن ...... لغفور رحيم
ذكرنا في الحلقة السابقة عصيان فئة من بني اسرائيل للاوامر الالهية بخصوص يوم السبت، ونزول العذاب عليهم فانقلبوا الى اشباه للقردة ذلك بانهم استهزءوا باحكام الله وسخروا من الاوامر الالهية فأنزل الله العذاب عليهم في الدنيا، وبقيت المشكلات والمصاعب تلاحقهم دائماً. ومع ذلك فان هؤلاء الافراد اذا تابوا وان بوا فان رحمة الله ستشملهم وسيغفر الله لهم.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الظالمين من اليهود سيبقون الى يوم القيامة يعانون من البلايا والمصائب والمشكلات ولا يرتاحوا يوماً ابداً.
- الخوف من العقاب والامل بالرحمة الالهية، هما سبب تكامل الانسان وتربيته.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 168 من سورة الاعراف:
وقطعناهم في الارض.................. يرجعون
بعد ان تحدث عن ذل وهو ان فئة من اليهود في الحياة الدنيا، اكد القرآن الكريم ان اليهود لم يكونوا امة واحدة بل كانوا أمماً متفرقين طوال التاريخ في الارض ولم تكن لهم حكومة او دولة مستقلة، ثم ذكرت هذه الآية انه ليس جميع اليهود مجرمين وخاطئين، بل هناك بينهم صالحون، ولكن لان اكثرهم كانوا عاصين اقترن مصيرهم طوال التاريخ بالذل والهوان.
ثم عقبت هذه الآية بذكر سنة الله سبحانه وتعالى لابتلاء الناس، واليهود ليسوا مستثنين من هذه القاعدة، ان الله يبتلي الناس بالبلاء والرفاهية، باليسر والعسر، كي يصحوا من غفلتهم ويقلعون عن السيئات.
من هذه الآية نستنتج:
- عندما نتحدث عن المخالفين لنا علينا ان نكون منصفين فنذكر حسناتهم الى جانب سيئاتهم.
- من آثار الامتحان الالهي ان يصحى الانسان ويتوب ويرجع الى الله.
والآن ايها الافاضل سننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 169 من سورة الاعراف:
فخلف من بعدهم........... أفلا تعقلون
بعد ان استعرض القرآن الكريم تاريخ اليهود، وانهم عاصروا النبي موسى وغيره من انبياء بني اسرائيل وسمعوا منهم، ولكنهم قابلوهم بالعناد والاستهزاء، ولم يعرفوا قدر الكتب والتعاليم السماوية فابتلوا بأشد انواع العذاب. وجاء من بعدهم جبل آخر يمسكون بالتوراه في ايديهم ولا يعلمون فحواها وفضلوا الدنيا على الآخرة، وأعمتهم الثروة والجاه والغرور والاستعلاء على الآخرين حتى حسبوا أنهم من عرق افضل من الآخرين ويظنون أنهم مع سعيهم وراء الدنيا وعدم تقديمهم لآخرتهم فان الله سيغفر لهم يوم القيامة ويدخلهم الجنة. وهنا يعنفهم الله سبحانه وتعالى على اقوالهم الواهية ويسألهم ألم تقرأوا التوراة وتعلموا ان الامر ليس كما تقولون، لماذا لا تتقون وتتفكرون بأعمالكم.
من هذه الآية نتعلم:
- ان حب الدنيا وحب المال هما مرضان قد يبتلى بهما المتدين وانهما تصرفان الانسان عن العمل لآخرته.
- ان يرجو احد رحمة الله دون عمل فهذه امنية لا تتحقق.
الى هنا نأتى الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.