بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 163 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
واسئلهم ...... يفسقون
من أحكام اليهود اتخاذ يوم السبت عطلة لهم، فقد امرهم الله عزوجل ان لا يعملوا في هذا اليوم وان يشتغلوا بالعبادة وبالشؤون الشخصية، هذا القانون يحترمه اليهود لحد الآن. ولكن جماعة من بني اسرائيل كانوا يعيشون عند ساحل البحر، كانوا يرون في ايام السبت الاسماك تقترب من الساحل وتدنو منهم، اما في الايام الاخرى فلا تقترب، بل عليهم الابحار الى وسط البحر ورمي شباكهم في عمق البحر كي يصطاد واشيئاً منها. لما رأى القوم هذا لجأوا الى حيلة للالتفاف حول هذا الحكم فصنعوا احواضاً عند ساحل البحر، فكانت الاسماك تقترب من الساحل وتدنوا ايام السبت فتدخل في الاحواض فيجسونها ويأتون في اليوم التالي فيرفعونها من الاحواض. هذا العمل وصفه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بانه اعتداء.
وأشار عزوجل ان مجيء وعدم مجيء السمك قرب الساحل إنما هو بأمر من الله كي يمتحنهم الله ليرى هل ان تنفيذ اوامر الله أهم لديهم ام صيد السمك؟
من هذه الآية نستنتج:
- لا يمكن ازالة قبح الذنب بالحيل الشرعية، بل تكون أخطاره اكبر حيث يجهل الناس كونه خطيئة فلا يقبلون على التوبة.
- الانسان قد يبتلى بمظاهر الدنيا حتى المباح منها فعلى الانسان ان يعرض بعض الاحيان عما هو مباح، في سيل الله، فصيد السمك كان مباحاً ولكن كان من الواجب عليهم ان يعرضوا عن هذا العمل المباح يوم السبت.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 164 من سورة الاعراف:
وإذ قالت................ يتقون
قسم القرآن في هذه الآية الشريفة بني اسرائيل ثلاث فئات فئة عصت التعاليم، وفئة تقدم النصائح باخلاص، وفئة ثالثة غير مكترثة. حيث قالت الفئة غير المكترثة للفئة الناصحة، لم تتعبون أنفسكم وانتم تعلمون ان لا تأثير لنصائحكم في الخاطئين، فحاسبهم على الله إن يشأ يعذبهم او يهلكهم. فأجاب الناصحون: ولكنا نظن ان لنصائحنا تأثيرا فكم من فئة اثرت فيها النصائح والموعظة فأقلعوا عن ارتكاب المعاصي والذنوب او قللوا منها على الاقل، وإن لم تنفع معهم على الاقل سنكون معذورين امام الله وأننا قد ادينا واجبنا في النهي عن المنكر.
من هذه الآية نتعلم:
- هناك فئه من الناس لا ينصحون ولا يتعملون نصيحة الآخرين وبدلاً من الاعتراض على الخاطئين يعترضونم على الناصحين.
- ينبغي النهي عن المنكر حتى اذا علمت انه قد لا يؤثر نحن مكلفون بأداء هذا الواجب وليس نتيجته.
والآن لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 165 و166 من سورة الاعراف:
فلما نسوا.............. خاسئين
توضح هذه الفئة انه من بين الفئات الثلات التي ذكرناها نجت فئة الناصحين فقط الذين كانوا ينهون عن المنكر، واما غير المكترثين فقد شاركوا الخاطئين في العذاب الشديد، العذاب الذي جعل فئة منهم بشكل القردة. ونجد في الروايات ان هؤلاء وإن كانوا من حيث المظهر شبيهين بالقردة إلا انهم لم يتكاثروا ولم يعيشوا سوى بضعة ايام ثم انقرض نسلهم.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- ان لم يؤد النهي عن المنكر الى نجاة الآخرين، فعلى الاقل سيؤدي الى نجاة نفس الانسان من العذاب.
- ان غلق باب النصيحة والموعظة عن النفس معناه فتح باب العذاب.
- السكوت ازاء الخاطىء والظالم يجعل الانسان شريكاً له في الذنب.
- اللذين يغيرون احكام الله ويشوهونها، تتشوه وجوههم واللذين يتخذون دين الله هزواً ولعباً يتحولون الى حيوان لعوب (قرد)
الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. حتى نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.