بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 160 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
وقطعناهم ...... يظلمون
نشير في البداية الى معنى مصطلح (اسرائيل) وهو إسم عبري معناه عبدالله والمراد نبي الله يعقوب (ع)، اذن فمعنى مصطلح بني اسرائيل هو أبناء يعقوب النبي الذين كان عددهم اثني عشر ومن كل منهم نشأت عشرة من عشائر بني اسرائيل.
في هذه الآية يبين الله احدى معجزات النبي موسى (ع) لقومه، عندما ضرب بمعصاه بنفس العصى التي ضرب بها نهر النيل فأنفلق الماء وظهرت اليابسة بنفس هذه العصى ضرب موسى الجبل فجرت منها اثنتا عشرة عين ماء بعدد عشائر بني اسرائيل، كما انهم وخلال فترة التية التي امتدت اربعين سنة كان عزوجل يظلل عليهم الغيم يحفظهم من حرارة الشمس، وتنزل الطيور بالقرب منهم بمشيئة الله سبحانه وتعالى ليقتاتوا عليها. ولكن للاسف مع كل هذه النعم والمعجزات جحد كثيرون من بني اسرائيل نعم الله خاصة نعمه وجود النبي موسى (ع) بينهم ولم يطيعوا اوامره، وهنا يؤكد الله عزوجل لمن يعصي الاوامر الالهية ان لا يحسبن انه يلحق الضرر بالله عزوجل او انه ينقص منه (سبحانه وتعالى) شيئاً، بل في الحقيقة ان من يعصي أوامر الله يظلم نفسه ويضر نفسه.
من هذه الآية نستنتج:
- ان تقسيم الناس الى جماعات يوحدها هدف واحد لا يضر بالمجتمع، بل يكون ضرورياً احياناً من اجل تقسيم الاعمال وتسهيل امور المجتمع.
- التوسل بالانبياء للتخلص من المشكلات لا يتنافى مع التوحيد، بل يعجل من اجابة الدعاء.
- إن الله سبحانه وتعالى سهل على الإنسان الحصول على الاغذية المباحة كي لا تهوي نفسه الى الحرام، ان الحصول على المباحات ايسر من الحصول على المحرمات، فلماذا نعصي الله.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 161 و162 من سورة الاعراف:
وإذ قيل ......... يظلمون
بعد ان انتهت مدة التيه في الصحراء، سمح الله لبني اسرائيل بدخول بيت المقدس والسكن فيها، ولكن اراد الله منهم –بسبب معاصيهم واذيتهم للبني موسى (ع)- ان يستغفروا الله اثناء دخولهم ويسجدوا لله ويطيعوا اوامر الله عزوجل ليغفرلهم ذنوبهم، ويزداد ثواب المحسنين، ولكن هؤلاء المعاندين سخروا من هذا الامر الالهي وبدلاً من (حطة) قالوا (حنطة)، وبدل الاستغفار والتوبة والإنابة، استهزأوا بأمر الله وبدلوا ما قيل لهم بكلام آخر، لذا انزل الله العذاب عليهم لظلمهم لانفسهم واستهزائهم بأوامر الله.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- الاستغفار والتوبة تمهد الارضية للانسان ليستفيد ويستزيد من النعم الالهية.
- ان الله وفر للانسان جميع الاحتياجات المادية، لكن ذنوب البشر تسبب زوالها ونزول العذاب، ولكن بالاستغفار والتوبه تعود اليه هذه النعم.
- ان لدخول الاماكن المقدسة كالمساجد آداب يجب الالتزام بها.
- ان بني اسرائيل لم يحرفوا بعض آيات الله بعد رحيل موسى (ع) فقط، بل حتى في حياته.
- لا يقتصر العقاب على يوم القيامة فقط، احياناً يعاقب بعض المذنبين في هذه الدنيا.
الى هنا، اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.