بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 157 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
الذين يتبعون ...... المفلحون
ذكرت الآيات السابقة ان البعض من قوم نبي الله موسى (عليه السلام) حل عليهم غضب الله بسبب مطاليب غير معقولة ومنكرة فدعى موسى ربه ان يرحمهم ويغفر لهم فبين له الله عزوجل ان رحمته وسعت كل شيء ولكنها لا تشمل إلا المتقين المؤمنين. وتوضح هذه الآية ان من بين اليهود واهل الكتاب في زمن نبينا محمد (ص) جماعة سيرحمهم الله اولئك الذين يتبعون النبي الذي وردت او صافه في التوراة والانجيل وهو النبي الذي يأمرهم بالمعروف وينهى عن المنكر، وينأى بهم عن الخرافات والافكار والتصرفات والعقائد الباطلة التي قيدوا بها انفسهم ويحررهم منها، هذا النبي الذي لم يعلمه احد ولم يخط بيمينه، ولكنه يتكلم بخير كلام ويدعو الناس الى خير سبيل وخير نهج وهذا هو افضل دليل على كونه مبعوثاً من قبل الله عزوجل وانه جاء بتعاليم الهيه يدعو الناس اليها.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الانبياء السابقين قد بشروا بنبي الاسلام محمد (ص) وان اسمه وصفاته قد وردت في التوراة والانجيل كسفر التكوين –الفصل 17- وانجيل يوحنا الفصل 14.
- ان العادات والسنن المنحرفة والخرافات كالقيد الذي يؤسر البشر، وان الانبياء قد بعثوا لتحرير الناس من هذه القيود.
- لا يكفي الايمان بالانبياء، بل يحب احترامهم وتكريمهم وطاعتهم.
فاصل
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 158 من سورة الاعراف:
قل يا ايها الناس.................. تهتدون
تشير هذه الآية الى عالمية الاسلام وان النبي محمد (ص) بعث لكافة الناس وليس لقوم وطائفة معينة او قبيلة خاصة. انه (ص) وكالانبياء الذين سبقوه بعثه الله سبحانه وتعالى الخالق المدبر الذي بيده حياة وموت جميع البشر وارسله وهو (ص) اكثر ايماناً بالله وكلامه من الجميع، لذا فان سبيل سعادة البشر لا يتحقق الا باتباع تعاليمه.
من هذه الآية نتعلم:
- عند نزول التعاليم الاسلامية يترتب على جميع اتباع الديانات الاخرى ان يؤمنوا بآخر دين الهي ويعملوا طبق آخر تعليمات الهية.
- ان اتباع القرآن واتباع السنة النبوية الشريفة هو السبيل الوحيد للهداية ولا يكفي اتباع القرآن وحده دون السنة.
فاصل
والآن ايها الكرام لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 159 من سورة الاعراف:
ومن قوم........... يعدلون
في هذه الآية يمتدح الله عزوجل ثلة من بني اسرائيل اليهود، يختلفون عن الآخرين فهم امة يدعون الناس الى التمسك بالحق، وهؤلاء الثلة كانوا يمثلون جزءاً من قوم موسى وهم بدل العناد واختلافق الذرائع المختلفة لمعصية تعاليم موسى (عليه السلام)، كانوا مطيحين له منفذين لأوامره، ومن امة محمد ايضاً كانت امة اجابوا دعوته وآمنوا به.
من هذه الآية نتعلم:
- ان نكون منصفين في التعامل مع أتباع الديانات الأخرى وان لا نتجاهل حسناتهم وخدماتهم وكمالاتهم، وكذلك القرآن ذكر المعاندين من بني اسرائيل وذكر المؤمنين.
- لا تكفي دعوة الناس الى التمسك بالحق والعدل والعمل بمقتضاها، بل يجب ان نمارسها انفسنا.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.