بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 150 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
ولما رجع موسى ...... القوم الظالمين
اشرنا في الحلقات السابقة الى ذهاب موسى الى جبل الطور أربعين يوماً لتلقي التعليمات الالهية- التوراة- وسراية شائعة موت موسى في بني اسرائيل واستغلال السامري الفرصة وصنع عجل من حلي القوم.
هذه الآية تروي عودة موسى من الطور وتعامله بشدة مع قومه ومع اخيه هارون، فقد عنف قومه لانهم لم يكونوا صالحين اثناء غيبته ولم يصبروا حتى يعلموا سبب دعوة الله اليه الى جبل الطور ولماذا بقي هناك، وتركوا اخاه هارون واتبعوا السامري.
وحتى مع اخيه تعامل موسى بشدة لانه لم يستطع هداية القوم، وكان جواب هارون انهم تركوه ولم يستمعوا لنصائحه، حتى انهم ارادوا قتله، وانه لم يكن له ذنب في ما جرى ورجاه ان لا يعتبره من هؤلاء القوم الظالمين.
من هذه الآية نتعلم:
- عند مواجهة انحرافات في المجتمع يجب الاعراب عن غيرتنا على الدين وابراز غضبنا، كما فعل الامام الخميني (ره) في عصرنا الحاضر في مواجهة كتاب الآيات الشيطانية لسلمان رشدي.
- عند مواجهة الانحرافات يجب عدم مراعاة المناصب والمراتب. او القرابة، بل يجب التعامل بشدة مع المسؤولين ومسائلتهم.
- من آفات الحركات الاصلاحية ارتداد الناس ورجوعهم الى افكارهم السابقة فعلى قادة المجتمع ان يتوقعوا ذلك وأن تخذوا اساليب وقائية.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 151 من سورة الاعراف:
قال رب........... ارحم الراحمين
لما سكن عن موسى الغضب استغفر ربه لانه اهان هارون امام الملأ، واستغفر لاخيه الذي لم يكن مقصراً في ما جرى، فالاستغفار مفتاح الرحمة الالهية ومنبعها العذب والسبيل الى الرحمة.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 152 من سورة الاعراف:
ان الذين.......... وكذلك نجزي المفترين
بعد عودة موسى من جبل الطور وتوبيخ الناس على تركهم اخاه واتباع السامري، بقي جماعة من قومه عاكفين على عبادة العجل ولم يتوبوا من هذه الآية يتضح لنا ان هؤلاء الجماعة حل عليهم غضب الله فهم في الدنيا اذلاء مهانين لانهم عرفوا الحق واعرضوا عنه.
من هذه الآية نستنتج:
- إن غضب اولياء الله، يتبعه غضب من الله فالآية السابقة تحدثت عن غضب موسى وهذه عن غضب الله.
- ان ترك اولياء الله واتباع اولياء الشيطان يتبعه ذله وهو ان في الحياة الدنيا.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 153 من سورة الاعراف:
والذين عملوا......... لغفور رحيم
تختص هذه الآية اولئك الذين عبدوا العجل اولاً ثم ندموا بعد الذي شاهدوه من غضب موسى وتوبيخه لهم وانابوا الى الله، يؤكد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية انهم إن تابوا وتركوا شركهم وآمنوا ثانية، فان الله سيغفر لهم وسيفتح لهم ابواب رحمته.
من هذه الآية نتعلم:
- ان باب التوبة مفتوح دائماً ولا يقتصر على زمن معين.
- علينا ان لا نيأس من رحمة الله فان الله يغفر جميع الذنوب صغيرها وكبيرها.
- بالاضافة الى غفرانه لذنوب المجرمين فان الله سبحانه وتعالى يشملهم برحمته.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.