بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 143 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
ولما جاء ...... المؤمنين
اشارت الآيات السابقة اني ان الله دعا كليمه موسى (عليه السلام) الى طور سيناء لينزل عليه التوراة، وهذه الآية نتطرق الى ما دار هناك حيث ذهب موسى وكلم الله، وكانت احدى طلبات بني اسرائيل من موسى هي رؤية الله بالعين المجردة، لذا طرح موسى ما طلبه منه قومه، فاراد (عليه السلام): من الله ان يريه نفسه كي يذهب الى قومه فيخبرهم، فاجابه عزوجل بما معناه: بان يا موسى حتىة انت لا يمكنك ان تراني لاني العين البشرية لا يمكن ان تراني ولكن بامكانك ان ترى مظهراً من مظاهر قدرتي وعظمتي، فانظر الى هذا الجبل كيف سينهدم ويتلاشى لعظمتي، وما ان رأى موسى ذلك حتى اغمى عليه، وعندما عاد اليه وعين قال (سبحانك تبت اليك) أي اعتذر عن سؤالي رؤيتك فانت لا ترى بالعين البشرية (وانا اول المؤمنين) أي بقدرتك وعظمتك.
الامام علي (ع) امير المؤمنين اجاب على سؤال احدهم عندما سأله ان كان قد رأى ربه؟ فقال ما مؤداه: بانه لم يعبد رباً لم يره، وان الله لا يرى بلخط العيون وانما تراه ابصار القلوب، وقال (ع) في حديث آخر بانه لا يرى شيئاً الا ورأى الله قبله وبعده ومعه. كما افصحت عن ذلك الآية 103 من سورة الانعام: ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار)
من هذه الآية نستنتج:
- لكي نعرف الله علينا ان نتأمل مظاهر قدرته وعظمته في الكون فكلها تجليات له عزوجل.
- كل ظن سيء بالله أو طلب غير معقول منه سبحانه وتعالى، يلزم ان يتبعها توبة.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 144 و145 من سورة الاعراف:
قال يا موسى.......... دار الفاسقين
خلال الاربعين يوماً التي قضاها موسى (ع) في جبل الطور، انزل الله عزوجل التوراة عليه بشكل الواح، وامره ان يتقيد في العمل بها ويدعو قومه الى العمل بمقتضاها.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- بعد سقوط حكومة الطاغوت فرعون وقيام الحكومة الدينية، يجب تطبيق القوانين والاحكام الالهية.
- نزول نعمة الكتاب السماوي يجب ان يتبعها شكر معين. والشكر على النعم امر الاهي وليس نصيحة او وصية.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 146 من سورة الاعراف:
سأصرف عن آياتي........... غافلين
بعد تأكيد الآية السابقة على التمسك بالاحكام والتعاليم الالهية وتطبيق الاوامر الالهية بجد وحزم تصف هذه الآية حال اللذين يعرضون عن الاحكام الالهية يتكبرون ولا يؤمنون بالحق حتى اذا رأوا الآيات والمعجزات بام اعينهم، وعرفوا سبيل الحق. فهم لا يبغون سبيل الرشاد والكمال، ويسلكون سبلاً منحرفة ليهربوا ويبتعدوا عن سبيل الحق.
من هذه الآية نستنتج:
- التكبر والاستكبار هما اساس انكار الآيات الالهية والكفر بالله.
- التكبر على الله سبب الحرمان من الهداية الالاهية، فاله عزوجل لا يمنح احداً رحمته بدون سبب.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. علىة امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.