البث المباشر

تفسير موجز للآيات 136 الى 140 من سورة الاعراف

السبت 8 فبراير 2020 - 14:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 255

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 136 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

فانتقمنا منهم ...... غافلين

تناولنا في الحلقة السابقة معجزات موسى (ع) والكوارث التي نزلت بفرعون واتباعه وزوالها عنهم بدعاء موسى (ع)، ومع ذلك لم يؤمنوا.

وفي هذه الآية يذكر القرآن أن مصير المعاندين والمصرين على الكفر هو ان يعذبوا في هذه الدنيا والآخرة، فاغرقهم الله بعد ما جاوز موسى ببني اسرائيل البحر وقد انفلق امامهم ليجتازوه بكل سهولة.

نعم، فالانتقام الالهي من الكافرين لا يعني إلا عقابهم، وهو يختلف عن الانتقام البشري الذي يتأتى من الضغينة، ولهذا يوضح القرآن الكريم ان هذا العذاب كان عقاباً لهم على تكذيبهم واعراضهم عن الحقائق التي فهموها ولم ينصاعوا لها.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان الله رؤوف رحيم وانه شديد العقاب، ولا تبرر رحمته الغفلة عن موارد غضبه.
  • ان مصير البشر والملل بيدها هي، فعاقبة الكفر والظلم ليست سوى الموت والهلاك.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 137 من سورة الاعراف:

واورثنا القوم........... وما كانوا يعرشون

بعد ان بين الله عزوجل عقاب فرعون وقومه يوضح ثواب بني اسرائيل على صبرهم وثباتهم واتباعهم لموسى (ع). وهو انه عزوجل اطلق ايديهم في منطقة فلسطين والشام وهي منطقة خصبة كثيرة الخيرات والبركات وجعلهم حكاماً فيها، وهم الذين كانوا مستضغفين تحت سلطة فرعون وقومه، ما ان عبروا نهر النيل حتى سادوا منطقة فلسطيني ويبدو انها منطقة واسعة جداً بحيث يذكر القرأن الكريم ان بني اسرائيل مادوا شرق الارض وغربها.

ولم يكن عقاب فرعون قومه هلاكهم فقط، بل حتى قصورهم وبساتينهم ايضاً تهدمت واندثرت.

من هذه الآية نستنتج:

  • انه في ظل حكم الانبياء وتعاليمهم الالهية يتخلص المستضعفون من سيطرة المستكبرين ويحكمون انفسهم بانفسهم.
  • استناداً للوعد الالهي فان المؤمنين ينتصرون اذا ما صبروا وثبتوا على ايمانهم.

 

والآن ايها الكرام لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات 138 و139 و140 من سورة الاعراف:

وجاوزنا ..... على العالمين

بعد ان تخلص بني اسرائيل من سلطة الفراعنة وحكموا الشام طرأت عليهم تحولات فكرية متعددة منها انهم تعرفوا على عقائد قوم يعبدون الاصنام، لذا طلب بسطاء بني اسرائيل من موسى ان يتخذ لهم اصناماً واوثاناً كي يمارسوا هم ايضاً طقوساً يومية واسبوعية من تقديم النذور والاضاحي لها.

وهنا ثارت ثائرة موسى (ع) معترضاً عليهم ما هذا الطلب قائلاً ما معناه: هل نسيتم بهذه السرعة رحمة الله بكم حتى تعلقت قلوبكم بالاصنام فور رؤيتها، الا تعلمون ان هذه الاشياء زائلة؟ هل من الصواب ان تتركوا الله الذي نصركم وانعم عليكم وتتبعوا آلهة أخرى؟ ان الذي تطلبونه دليل على جهلكم.

من هذه الآيات نستنتج:

  • ان البيئة المنحرفة الفاسدة تؤثر على الناس ذوي الايمان السطحي. فعلى من لم يرسخ ايمانه الابتعاد عن هكذا بيئة.
  • احياناً الاصدقاء والاتباع الاغبياء يؤذون الانبياء اكثر من الاعداء الاذكياء.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة اخرى قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة