البث المباشر

تفسير موجز للآيات 132 الى 135 من سورة الاعراف

السبت 8 فبراير 2020 - 14:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران-نهج الحياة: الحلقة 254

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 132 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

وقالوا مهما ...... بمؤمنين

هذه الآية وآيات اخرى من القرآن الكرام توضح ان منشأ كفر العديد من الكافرين، ليس عدم عرفة الحق والحقيقة، بل الاستكبار والعناد. اي ان الكثير من الناس يعرفون الحق ولكن لا يرضخون له. وتبين هذه الآية موقف الكافرين من موسى (ع)، وانه لو جاءهم بكل دليل أو معجزة فلا يؤمنون به، اي انهم لا يريدون ان يؤمنوا.

وهذه ليست اخلاق البشر الباحثين عن الحق والحقيقة الذين اذا عرض عليهم دليل مقنع يؤمنون به كسحرة فرعون آمنوا عندما عرفوا ان ما جاء به موسى هو معجزة وليس سحراً، اما اتباع فرعون فلم يؤمنوا، ولم يقتنعوا بكلام السحرة المختصين بالسحر، بل اتهموا موسى بالسحر.

من هذه الآية نستنتج:

  • الاتهام بالسحر من اكثر التهم رواجاً ضد الانبياء (عليه السلام)، مع ذلك لم يتراجع الانبياء بل ثبتوا وقاموا بواجبهم في نشر الاديان.
  • الامراض النفسية كالكبر والعناد، تمنع التسليم للحق وتصديق الانبياء.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 133 من سورة الاعراف:

فارسلنا ............ قوماً مجرمين

نتيجة لعناد قوم فرعون الكافرين غضب الله عليهم وانزل عليهم انواع البلايا، ولان غالبيتهم كانوا يعتمدون في معيشتهم على الزراعة فقد أنزلت البلايا على محاصيلهم الزراعية كالسيول التي دمرت مناطق واسعة من حقولهم، والآفات الزراعية المختلفة كالجراد وحشرات أخرى، واصطباغ الماء بلون الدم، وكل هذه المصاعب سببها استكبارهم وذنوبهم، وقد وردت في التوراة جميع الآيات والمعجزات التي ذكرها القرآن الكريم.

من هذه الآية نستنتج:

  • الحيوانات، رسل الهية، قد يرسلها رحمة منه كالعنكبوت التي نسجت على باب الغار لحفظ الرسول الاكرم (ص) من اعداء، وقد ترسل لتعذيب الناس، كهجوم الجراد على المزارع.
  • ارتكاب الذنوب والتكبر، اساس انكار الحق والتصدي له.

 

والآن ايها الافاضل نتصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين (134-135) من سورة الاعراف :

ولما وقع.............. ينكثون

ادى نزول البلايا المختلفة على فرعون واتباعه الى ان يفهموا ان هذه الكوارث ليست طبيعية، وعليهم ان يلجأوا الى موسى (ع) للتخلص منها، لذا جاؤوه يطلبون منه رفع البلاء عنهم ووعدوه اذا رفعت عنهم ان يؤمنوا به ويكفوا عن ايذاء بني اسرائيل ويعطونهم الحرية في الذهاب مع موسى.

وكان موسى (عليه السلام) قد ابلغ قومه بمدة هذا العذاب كي يعلموا انه ليس كارثة طبيعية بل عذاب الهي. فدعا موسى ربه عزوجل ورفع عنهم العذاب.

ومع انهم علموا ان القدرة جميعاً بيد الله عزوجل وانه انزل عليهم العذاب بمشيئته ورفعه عنهم برحمته، مع ذلك نكثوا عهدهم واصروا على كفرهم.

من هاتين الآيتين نتعلم:

  • ان التوسل باولياء الله مؤثر لرفع البلاء والعذاب.
  • ان جميع الحوادث حلوها ومرها لا تقع صدفة، بل تتبح نظاماً معيناً رسمه لها الله جل وعلا.
  • ان تحرير الناس من جبروت الطواغيت هو احد اهداف الانبياء.

 

الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقه قادمة نستودعكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة