بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 128 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
قال موسى ...... للمتقين
ذكرت الآيات السابقة أن فرعون قرر قتل الرجال والشباب من اتباع موسى كليم الله (عليه السلام) وأسر النساء والبنات. في المقابل امر موسى اتباعه بالصبر والثبات امام هذه الصعوبات وذكرهم بان الارض لله وهو الحاكم المطلق، ونصحهم إذا أن صبرتم وناضلتم ضد فرعون وجنده واتباعه طالبين من الله وحده ان يصنركم، فان الله يعدكم ان يجعلكم خلفاء في حكم الأرض بعد إهلاك فرعون، وإذا انتفضتم وثرتهم في سبيل الله ستنتصرون وتكون العاقبة لكم إن سرتم على طريق التقوى.
من هذه الآية نتعلم:
- لتحقيق النصر على الحكومات الظالمة يجب ان تتوفر ثلاثة عوامل: الصبر والثبات/ التوكل والاستامة/ التقوى والزهد.
- ان المتقين لهم حسن العاقبة في الدنيا (النصر)، وفي الآخرة دخول الجنة.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 129 من سورة الاعراف:
قالوا اوذينا............ كيف تعملون
كان بني اسرائيل يتوقعون بعد قيام موسى وانتصاره على السحرة ان يتخلى فرعون عن السلطة ويحيون في رفاهية وراحة ودعة، ولكنهم رأوا ان فرعون واتباعه زادوا من ظلمهم لهم فتذمر اصحاب موسى قائلين ما مضمونه: ان لا فائدة من قيامك يا موسى لقد آذانا فرعون قبل ان تأتينا وبعد ان جئتنا، فاجابهم موسى (عليه السلام) بما معناه: ان النصر على عدوكم لا يتحقق بيوم وليلة ودون تحمل المصاعب، فاذا صبرتم وتحملتم وناضلتم عندها نأمل من الله ان يهلك عدوكم ويجعلكم خلفاء له، وحتى ان صار الحكم بيدكم فلستم احراراً تفعلون ما تشاؤون بل ان الله يمتحنكم ليرى هل تظلمون كفرعون ام تعدلون.
من هذه الآية نتعلم:
- حب الرفاهية والراحة آفات تصيب اتباع الاديان تحجبهم عن بلوغ اهدافهم، والتعليمات الالهية، لا يتمكن من تطبيقها من يسعى للراحة والرفاهية.
- الحكم والاقتدار امتحان الهي، وليس مجالاً لصولات وجولات الحكام ليحققوا مآربهم الفردية.
والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 130 و131 من سورة الاعراف:
ولقد أخذنا ........... لا يعلمون
في هاتين الآيتين يبين الله عزوجل ان بني اسرائيل لم يكونوا وحدهم معرضين للمشاكل والمصائب، بينما فرعون واتباعه في رفاه وراحة، بل ان اصحاب فرعون ايضاً ابتلوا بالقحط والجفاف كي يفهموا ان الامور لا تجري كما يشتهون وان فرعون ليس رب الارض ولا رب السماء، ولكنهم بدلاً من ان يتعظوا وينتبهوا نسبوا هذه الامور الى شؤم موسى (عليه السلام) وقومه، وكل حادثة تقع يتشاءمون بموسى ومن معه ويقولون ان وجود بني اسرائيل يجلب النحس علينا. وكان قوم فرعون يرون انفسهم انهم منشأ كل الخيرات استكباراً منهم. في هاتين الآيتين يرد سبحانه وتعالى على فرعون وحزبه انهم ليسوا منشأ الخير ولا بني اسرائيل منشأكل سوء، بل كل شيء بيد الله عزوجل ولكنهم لا يعلمون. من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان الاراده والمشيئة الالهية هي التي تتحكم بالحوادث الطبيعية فيجب ان لا ننسب كل شيء الى الطبيعة، فكم من قحط وجفاف كان عقاباً الهياً او تحذيراً تنبيهاً.
- يجب ان نكون دقيقين في تحليل الحوادث (من خير وشر) وعند وقوع الكوارث او الحوادث السيئة يجب ان لا نحمل الآخرين ذنب ما حصل، فكم مصيبة وحدث إنما أصابتا بما كسبت ايدينا وليس بسبب الآخرين.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.