بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 124 و125 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
لا قطعن ايديكم ...... الى ربنا منقلبون
قلنا فيما سبق ان سحرة مصر آمنوا بالله عندما رأوا معجزة موسى (ع) واعلنوا ايمانهم فلم يطق فرعون سماع ذلك فاتهمهم بالتآمر مع موسى ضده، وهددهم باشد العذاب بان يقطع يداً ورجلاً من كل منهم ولكن لا يقطعهما من جهة واحدة بل من جهتين مختلفتين- مثلاَ اليد اليمنى والرجل اليسرى او العكس- ويصلبهم على هذه الحالة كي يصبحوا عبرة للآخرين. ولكن السحرة الذين آمنوا بعد ادراك الحقيقة لم يخيفهم هذه التهديد فردوا على فرعون، إن فعلت بنا ذلك فسنقتل في سبيل الله وسنرجع اليه أفتخيفنا بالشهادة، فالشهادة امنية المؤمن.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- منطق الحكومات الطاغوتية، التهديد والارعاب والتعذيب والقتل في حين ان المجاهدون يفرحون بالشهادة.
- الانسان لا يخضع للانظمة والحكومات الجائرة، بل يمكنه مواجهتها بالايمان والارادة.
- يجب ان لا نغتر بايماننا ولا يتأس من ايمان الكافرين، فالسحرة الكافرين آمنوا بطرفة عين وثبتوا على ايمانهم.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 126 من سورة الاعراف:
وما تنقم ................ مسلمين
رد السحرة على اتهام فرعون اياهم بالتآمر مع موسى للاستيلاد على الحكم: انك تعلم اننا لم نشأ هذا، وإن كنت تريد قتلنا وتعذيبنا لتنتقم منا لايماننا برب موسى فافعل ما شئت، وهنا رفعوا ايديهم بالدعاء الى الله ليلهمهم الصبر ويثبتهم ليصمدوا ازاء هذه التهم والتهديدات ويتوفوا وهم مؤمنين.
من هذه الآية نتعلم:
- لا يكفي الايمان بالله، بل يجب الصمود ازاء اعداء الله.
- المؤمنون يكافحون ويناضلون ويدعون الله، ولا يكفي الكفاح وحده ولا الدعاء وحده.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 127 من سورة الاعراف:
وقال الملأ............... قاهرون
بعد ان اصدر فرعون حكمه باعدام السحرة، ترك موسى دون عقاب، فأخذ وزراء فرعون والمحيطون به يضعطون عليه لانه اضر بمصالحهم موضحين له انه لولا موسى ما كانت هذه المشاكل هو الذي تركك وآلهتك ودعا الناس لعبادة إله غيرك وان تركته فسيؤلب بني اسرائيل عليك، ولما رأى فرعون منزلة موسى بين الناس عرف انه لا يمكنه ان يقتله لان قتله ستكون له عواقب وخيمة على حكومته، فأعلى: أنه سيعذب اتباع موسى فيقتل من يؤمن من رجالهم وشبابهم ويأسر نسائهم فيكن جواري وخدماً في قصوره وقال: وإننا اقوياء وقادرون على ان نفعل بهم ما نشاء فنحن مسيطرون عليهم.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الحكومات الجائرة وهي مصدر الفساد تسمي المصلحين فاسدين.
- ان قتل جيل الشباب وأسر النساء والبنات هي سياسة فرعونية. ونرى اليوم في الغرب جر الشباب الى الفساد والاعتياد والنساء الى العري.
الى هنا ايها الاعزاء نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في حلقة قادمة. نستودعكم الله والسلام عليكم.