بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 109 و 110من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
قال الملأ............ فماذا تأمرون
ذكرنا في الحلقة الماضية ان موسى (ع) قد أرسل الى فرعون واتباعه ودعاه الى الايمان بالله وان يطلق سراح بني اسرائيل، وعرض عليه عدة معجزات. في هاتين الآيتين اشارة الى ان اتباع فرعون إتهموا موسى بالسحر وقالوا: ان موسى (عليه السلام) ما هو إلا ساحر ماهر، وذلك لان السحر كان شائعاً في تلك الفترة، ولان الناس كانوا يعلمون ان السحرة لا يقومون بعمل حقيقي، بل يمارسون الخدع والحيل. وبالاضافة الى وصف معجزات موسى بالسحر، فانهم ادّعوا ان هدفه من ذلك جمع الاموال والحصول على الجاه واكدوا لفروعون انه يريد ازاحة فرعون من كرسي الحكم ليستولي هو عليه ويحكم بني اسرائيل، وعندها لن يكون له بقاء في هذه الديار فيضطر لتركها، لهذا دعوا الآخرين الى التفكير في الامر واعطاء آرائهم. من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان معارضي الانبياء لا يرضحون للادلة والمنطق، بل يوجهون التهم عناداً منهم واستكباراً.
- ان طلب الجاه وايجاد الفتن، تهم طالما وجهها الحكام المستبدون الى الدعاة الى الله.
والآن لننصت خاشعين لتلاوة للآيتين 111 و112 من سورة الاعراف:
قالوا أرجه .................. ساحر عليم
بعد التشاور فيما بينهم قرر اتباع فرعون ان يستبعدوا قتل موسى (عليه السلام) ويطلبوا مساعدة السحرة من اجل تكذيبه وفضحه، لذا استأذنوا فرعون في جمع السحرة من كل المدن وان يبقي على موسى (عليه السلام) حتى تظهر نتيجة التحدّي.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان الطواغيت قد يعقدون مؤتمرات واجتماعات وندوات عالمية ليدحظوا الحق.
- احياناً يكون العلم والتخصص والفن تحت سيطرة معسكر الشر ويستخدمونه لمحاربة الخير والتشهير به.
والآن ايها الاخوة: لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 113 و114 من سورة الاعراف:
وجاء السحرة............ المقربين
ونتيجة لدعوة فرعون جاء السحرة من جميع نواحي تلك الديار من اقصاها الى اقصاها وحضروا بين يدي فرعون وعرفوا المطلوب منهم اخبروه ان هذه المهمة مهمة خطيرة، فاذا فزنا على موسى عليك ان تجزل لنا العطاء، فوعدهم فرعون انه بالاضافة الى اجرهم المادي سيمنحهم منصباً ومقاماً في البلاط وسيكونون مقربين منه إن تغلبوا على موسى.
من هذه الآية نستنتج:
- ان السحرة كبقية الناس يريدون الاجر ازاء قيامهم بمهمة ما، اما الانبياء فلا يريدون أجراً من الناس وهذا هو ديدنهم طوال التاريخ.
- ان الطواغيت يبذلون الاموال في سبيل دحض الحق ويمنون الفنانين والمختصين بالمال والجاه لتحقيق رغباتهم.
والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 115 و116 من سورة الاعراف:
قالوا يا موسى........... سحر عظيم
عندما اعلى السحرة عن موافقتهم على مبارزة موسى، دعا فرعون الناس الى ساحة كبيرة، يتوسطهم موسى والسحرة، كي يهزم موسى ويدحض حجته.
سقأل السحرة موسى هل تبدء انت ام نبدء نحن؟ لانهم كانوا واثقين من انفسهم وكانوا يقصدون انهم هم المنتصرين فلا فرق لديهم ان يبدؤاهم او يبدء هو، ولكن موسى الذي كان متوكلاً على الله قال لهم بكل ثقة، (بل القوا) فبدءوا باستعراض اشكال سحرهم ومهارتهم وجلبوا انظار الناس حتى تخيل الناس حبال السحرة وعصيهم أفاعي ففزعوا منها. من هذه الآية نتعلم:
- قد تحظيء حواس الانسان فلا يرى الاشياء على طبيعتها وقد استغل السحرة هذه المسألة كالسراب الذي يراه الضمئان ماءاً.
- السحر ليس وهماً ولا خرافة، بل انه يؤثر على الانسان ولهذا حرمه الاسلام.
الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.