بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم مع هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 103 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
ثم بعثنا............ عاقبة المفسدين
بعد ان ورد ذكر بعض الانبياء في هذه السورة الاعراف كهود وصالح ولوط وشعيب، جاء في هذه الآية ذكر موسى (ع) وان الله ارسله الى فرعون وزعماء بني اسرائيل، ومع ان الله أظهر على يدي كليمه موسى (عليه السلام) معجزات وآيات تدل على صدق ادعائه لكن فرعون وقومه لم يكذبوا بها فحسب، بل تعاملوا معها بشكل غير لائق فأتخذوها ذريعة لممارسة الظلم ولم يتوبوا عن الكفر والفساد.
وقد ورد اسم موسى عليه السلام (136) مرة في القرآن الكريم، ابتداءاً من ولادته وطفولته وحتى فراره من مصر وتوجهه الى مدين، ثم بعثته، وسيرته مع فرعون ونجاته وقومه من فرعون، ثم سيرته في بني اسرائيل.
من هذه الآية نتعلم:
- محاربة الطواغيت اول مهمة للانبياء، حيث ان هداية المجتمع تقتضي ان يقصد الداعي رؤوس القوم ويطهر الماء من منبعه.
- يجب ان لا ننبهر بمظاهر حكومات الكفر، المهم هو حسن العاقبة وليس اموال وكنوز الدنيا.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 104 و105 من سورة الاعراف:
وقال موسى................ بني اسرائيل
ادعى فرعون الربوبية وكان يقول (انا ربكم الاعلى) ولذا قال له موسى في اول لقاء به (اني رسول من رب العالمين) واخبره انه لا يقول من نفسه شيئاً وانما ينقل له كلام ربه والدليل على ذلك المعجزات التي ارسله الله بها، وانه لا قدرة له على شيء وانما كل هذا بقدرة الله عزوجل، وطلب منه ان يكف عن ظلم بني اسرائيل ويطلق سراحهم ليختاروا طريقهم بانفسهم.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الانبياء لا يدعون شيئاً لا نفسهم وانما يقولون انهم مرسلون من قبل رب العالمين، وانهم لا يخافون احداً حتى الطواغيت.
- ان اول اهداف الانبياء هو تحرير البشر من ربقة الطواغيت.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 106 و107 من سورة الاعراف:
قال إن كنت........... ثعبان مبين
اراد فرعون واتباعه في البداية اختبار موسى فاذا لم يأتهم بمعجزة فسيفتضح امره، وان اتاهم بمعجزة فيتهمونه بالسحر، لذلك طلبوا من موسى ان يأتيهم بمعجزة، فأمره الله عزوجل ان يلقي عصاه فتحولت الى ثعبان كبير.
طبعاً هذه العصى كانت تحولت امام موسى قبل ذلك الى (حيّة تسعى) كي لا يخاف عندما تتحول امام فرعون الى ثعبان كبير في اليوم الذي جمع فيه السحرة لمنازلة موسى واتبلعت ثعابينهم الوهمية وعادت ثانية الى شكلها الاول. ومن معجزات عصى موسى الاخرى انه اثناء الجفاف ضربها على حجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وعند عبورهم نهر النيل ضرب العصى على النهر فانشق الماء وظهرت اليابسة فاجتازها موسى وقومه.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- المعجزة دليل على صدق النبوة، وكل نبي يأتي بمعجزة حتى اذا علم ان فيهم من ينكرها اذا رآها مثل فرعون.
- ان معجزات الانبياء تتناسب مع علوم زمانهم، ففي الوقت الذي انتشر فيه السحر وكان له شأناً جاءت معجزة موسى امراً يشبه السحر ولكنه كان حقيقة واقعة.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة للآية 108 من سورة الاعراف:
ونزع يده ............. للناظرين
معجزة اخرى عرضها موسى على فرعون في قصره وهي انه أدخل يده في اثوابه وعندما أخرجها كانت بيضاء مضيئة كالشمس تعجب منها كل من رآها. نعم فالانبياء الى جانب التحذير وأنذار قومهم وعرض معجزات رهيبة كتحول العصى الى ثعبان كبير مما يلقي الرهبة والخوف في نقوس الناظرين يعرضون معجزات تلقي نور الامل في القلوب وتبشر القوم فيكونون مبشرين بالاضافة الى كونهم منذرين، ويكون الامل بالرحمة الالهية الى جانب الخوف من انكار والرهبة.
من هذه الآية نتعلم:
- ان الداعي بالاضافة الى كلامه المنطقي يجب ان يكون مجهزاً بوسائل القدرة والرحمة الالهيين كي يعرضها على الناس، فأحياناً يريهم غضب الله واحياناً يريهم الرحمة الالهية.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة. نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.