بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 90 و91 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
وقال الملأ ............جاثمين
الآيات السابقة ذكرت ان اهل مدين قد اطاعوا سادتهم وعاندوا شعيب ودعوه الى طاعتهم وهددوه بالاخراج من قريتهم هو واتباعه ولم يقبلوا نصحه. وتشير هاتان الآيتان الى ان سادة مدين الكافرين كانوا يحذرون الناس من الاستماع الى اقوال شعيب ويهددونهم بان قبول دعوة شعيب تسبب الخسران لهم- طبعاً الخسارة الدينوية. لان اهم تعاليم شعيب لقومه ان يوفوا الكيل والميزان، في حين أن الغش في الميزان ينفعهم ويزيد من ارباحهم، ولكن عندما تمت حجة الله عليهم عرفوا الحق واعرضوا عنه عناداً منهم، ورأوا رسول الله اليهم وسمعوا حجته البالغة وكذبوه، واقبلوا عليه يؤذونه هو واتباعه، فنزل عذاب الله عليهم فجأة فزلزلت الارض من تحت اقدامهم ليلاً ولم يتمكنوا من الفرار، ومن اراد الفرار منهم جثا على ركبتيه وتهدمت بيوتهم على رؤوسهم.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- ان مخالفي الانبياء غالباً يكونون من المترفين والمتسلطين.
- ان العذاب الاهي غالباً ما ينزل اثناء الليل، كما ان الطاف الله تنزل ليلاً على المؤمنين.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة الآية 92 من سورة الاعراف:
الذين كذبوا شعيباً........ هم الخاسرين
تصف هذه الآية عذاب الله لاهل مدين وكيف دفنوا تحت الارض وتهدمت منازلهم، ان من يمر بهم يظن ان هذه المنطقة مهجورة لسنوات مديدة ولم يسكنها احد. نذكركم ان الكافرين كانوا يظنون ان تركهم الغش في الميزان يسبب الخسران لهم، ولكن اتضح اليوم ان الكفر بآيات الله وعصيان اوامره هو الذي يسبب الخسران في الدنيا، خسروا ارواحهم واموالهم وفي الآخرة أدخلوا نار الحجيم.
من هذه الآية نتعلم:
- ان نعتبر بما اصاب الكافرين فلا نكون معاندين للحق.
- ان نتوكل على الله ونعلم انه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، فقوم شعيب ارادوا اخراجه من قريتهم فتهدمت بيوتهم وهلكوا.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 93 من سورة الاعراف:
فتولى عنهم .... قوم كافرين
هذه الآية تصف انصراف هذا الني عن قومه العاصين الكافرين وكأنه يكلم ارواحهم بعد ان هلكوا يعاتبهم بما معناه:
ايها الناس ألم اخبركم بما انزل الله علي، ألم انصحكم واعظكم؟ لم لم تسمعوا وتستجيبوا لي وانا كنت لكم ناصحاً واردت الخير لكم فاتبعتم من استعبدكم وسخركم لاجل منافعه. لقد اديت ما علي من واجبي في تبليغكم فلم تؤمنوا فكيف اتأسف على مصيركم وأحزن.
من هذه الآية نستنتج:
- الدعوة الى الدين يجب ان تكون على اساس الرأفة والرحمة وباسلوب الاخوةى والمساواة وليس التكبر والتسلط.
- علينا ان نؤدي واجباتنا دون التفكير في هل ستؤتي ثمارها ام لا.
- النصح والموعظة لها حد فاذا لم يتقبلها الناس يجب تركهم.
- العذاب الالهي ينزل بعد إتمام الحجة، ولا ينزل العذاب إلا بعد ان يتضح الحق للناس.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.