بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 87 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
وإن كان ............وهو خير الحاكمين
أشارت الآية السابقة الى بعض الوصايا والنصائح التي قدمها شعيب الى قومه ومعلومٌ أن الفساد الاقتصادي كان شائعاً بين اهل مدين، لذا دعاهم شعيب الى الايمان بالله ورعاية حق الناس، اما الكافرون فلم يقبلوا كلامه وارادوا ان يضلوا المؤمنين ويحقرونهم، وطلبوا من شعيب ان ينزل عليهم العذاب ان كان صادقاً وذلك لكي يزعزعوا ايمان المؤمنين بالله حتى قال المؤمنون يا شعيب إن كنا على حق فلم لا ينزل الله العذاب على الكافرين.
هذه الآية تقدم الجواب للطائفتين للمؤمنين وللكافرين، ان الله لا يعجل العذاب بل يمنح المجرمين فرصة التوبة والانابة ولا يعاقب بمجرد ارتكاب الذنوب.
من هذه الآية نتعلم:
- ان الرحمة الالهية، تمنع التعجيل بانزال العقوبات، لذا يتأخز انزال العذاب، فلا يغتر الكافرون ولا يبأس المؤمنون.
- لندع الحكم بين المؤمنين والكافرين لله، ولا نتصدى لاصدار الاحكام، فالله وحده هو العالم بالعقائد والاعمال وله الحق وحده بالحكم عليهم.فهو أعلم بمن إتقى...
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 88 من سورة الاعراف، وبها يبدو الجزء التاسع من القرآن الكريم:
قال الملأ.... أو لو كنا كارهين
التهديد بالاخراج والنفي اسلوب الطواغيت والمستكبرين ازاء الانبياء والمؤمنين، كما جاء ذكره في قصه لوط (ع) عندما خاطب المفسدون لوطاً واتباعه أن اخرجوا من قريتنا فانكم شرفاء وطاهرون، وهنا ايضاً لم يتحمل زعماء الكفر في مدين كلام شعيب فارادوا اخراجه هو واتباعه وتوجهوا اليهم اما ان تعودوا في ديننا او ان نخرجكم من قريتنا فاجابهم شعيب بما مضمونه أن لارغبة لنا في دينكم فهل تريدون إجبارنا على ذلك.
من هذه الآية نستنتج:
- كان المترفون والمستكبرون اعداءاً للانبياء طوال التاريخ، ولم يؤيد اي نبي من الانبياء عمل حاكم أو ملك ظالم.
- طريقة الانبياء في الدعوة هي المنطق والوعظ، اما طريقة المخالفين لهم فهي التهديد والظلم.
- فرض الايمان بعقيدة ما طريقة طالما استخدمها الكافرون، اما المؤمنون فلا يجبرون احد على الايمان.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 89 من سورة الاعراف:
قد افترينا .................. وانت خير الفاتحين
جواباً على تهديد الكافرين وإهانتهم رد عليهم شعيب بمتانة وحكمة بما مضمونه: هل تريدون منا ان نعود في دينكم بعدما نجانا الله منها وهدانا، فاذا عدنا الى دينكم تكون كأننا قد كذبنا بدعوة الله ولا يحق لنا ان نفعل هذا إلا اذا أمرنا الله عزوجل به ولن يأمرنا بذلك. ونحن لا يمكننا ان ندعي اننا مؤمنين ونطيعكم لان الله عالم بكل شيء ولا يخفى عليه شيء، لذا فنحن ازاء تهديدكم نتوكل على الله وندعوه ان يحكم بيننا وبينكم ويفتح لنا سبيل النجاة.
من هذه الآية نتعلم:
- الرجوع عن طريق الحق والعقائد والقيم الدينية، نوع من نكث العهد مع الله، والمؤمن لا يتنازل عن عقائده لاي شخص.
- لدى مواجهة ضغوط وتهديد المخالفين علينا العمل بما يمليه علينا الواجب، وكذلك التوكل على علم وقدرة الله التي احاطت بكل شيء.
الى هنا أعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.