بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 83 و84 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
فانجيناه ............المجرمين
قلنا في الحلقة السابقة ان قوم لوط، ازاء نصائح ومواعظ لوط (عليه السلام) لهم هموا باخراج لوط من قريتهم بدلاً من الاعتراف بخطاياهم والتوبة من ذنوبهم، وجرمه وجريرته هو واتباعه انهم كانوا طاهرين.
وتوضح لنا هذه الآية انه لأن اغلب قومه ارادوا ذلك، لذا فقد حل عليهم عذاب الهي ولم ينج منهم إلا لوط واتباعه على قلة عددهم، والعجيب ان زوجة هذا النبي، مع انها لم ترتكب المفاسد التي ارتكبها رجال قومها، ولكنها بدلاً من الانضمام الى زوجها، فقد انضمت الى قومها المجرمين، ورضيت باعمالهم، فشاركتهم في العقاب والهلاك.
وكان عذاب قوم لوط شبيه بعذاب ابرهه وجنده الذين ارادوا هدم الكعبة، فقد جاء في الآيتين 82 و83 من سورة هود بشأن عقاب قوم لوط (امطرنا عليهم حجارة من سجيل) اي امطرناهم باحجار صغيرة، وفي سورة الفيل جاء بشأن عذاب اصحاب الفيل: (ترميهم بحجارة من سجيل) اي تهاجمهم باحجار صغيرة.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- في العقوبة والجزاء الالهيين، ليس هناك تأثير للعلاقات والروابء العائلية، فقد حلّ العذاب بزوجة نبي بينما نجى اتباعه
- المرأة مستقلة برأيها وهي مرأة في اختيار الدين والعقيدة التي تعتنقها، فزوجة لوط (ع) ابتعت سبيل الكافرين، وزوجة فرعون آمنت بموسى.
- العذاب الالهي لا يخقصي بالآخرة، بل ينزل احياناً في الدنيا.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة الآية 85 من سورة الاعراف:
والى مدين.......... ان كنتم مؤمنين
تشير هذه الآية الى قصة شعيب (ع) وقومه، فقد بعث الله الى مدين وهي منطقة جميلة من مناطق بلاد الشام نبياً يدعى شعيب، وحيث ان اهالي هذه المنطقة كانوا اذا كالوا للناس يخسرون ولا يوفون الميزان، لهذا كان نبيهم ينصحهم دائماً تبرك هذا العمل القبيح وينهاهم عنه، ويوصيهم بالدقة في وزن البضائع، ووصف الخيانة في بيع الاشياء بانه فساد في الارض وانه يتنافى مع الايمان.
من هذه الآية نستنتج:
- الانسان غير المؤمن يكون عرضة للفساد والانحراف، الاخلاقي منه والاقتصادي.
- لم يكن الانبياء يفكرون بالعبادة فقط، بل بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ويحاربون كل انواع الفساد في هذه المجالات.
- من شروط الايمان الكسب الشريف ورعاية العدل والانصاف في المعاملات.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 86 من سورة الاعراف:
ولا تقعدوا .... عاقبة المفسدين
كان قوم شعيب يهددون المؤمنين بكل الاساليب ويؤذونهم، وهنا ينصح شعيب اهل مدين بالتزام الاخلاق والآداب الاجماعية، وإجتناب التزوير والقتل وقطع الطرق لتهديد المؤمنين وليذكروا نعم الله عليهم، ومن التصرفات السيئة التي كانت منتشرة بين اهل مدين تشويه التعاليم الالهية، فحذرهم شعيب منها، وطلب منهم ان يذكروا نعم الله ويمتنعوا عن ارتكاب الذنوب وقبيح الاعمال، وهم الذين كانوا قلة، يخشون القتل والهلاك، فكثرهم الله وزاد من قوتهم، اذن عليهم ان يشكروا نعم الله هذه بترك الذنوب والتفكر بعاقبة الاجيال الماضية والاعتبار من سوء عاقبة المفسدين.
من هذه الآية نتعلم:
- ان اعداء الله يترصدون بالمؤمنين ويستخدمون كل طريقة ممكنة ليضلونهم.
- احد سبل هداية الناس الى الحق، التذكير بالنعم الالهية والالتفات الى مصير الاجيال السابقة.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذا اللقاء من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.