بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة ونبدؤها بتلاوة عطرة للآية 72 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
فانجيناه والذين ............وما كانوا مؤمنين
الآيات السابقة ذكرت عناد قوم عاد ازاء دعوة هود (عليه السلام) واستعجالهم العذاب، وفي هذه الآية يأتي خبر نزول العذاب عليهم وهبوب رياح عاتية مدة سبع ليال وثمانية ايام قضت عليهم وتركتهم كأعجاز نخل خاوية، ونجى هود (عليه السلام) والذين آمنوا معه برحمة من الله عزوجل.
من هذه الآية نتعلم:
- ان الله عادل ولا يشمل الجميع بعذابه، بل انه ينجي المؤمنين.
- لنأخذ العبر من التاريخ ولا نعادي اولياء الله فيكون نصيبنا هو الهلاك والموت.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 73 من سورة الاعراف:
والى ثمود....... عذاب اليم
تشير هذه الآية الى قصة قوم ثمود وقد أرسل اليهم صالح نبياً، وصالح (ع) كبقية الانبياء دعا الناس الى التوحيد ونبذ عبادة الاصنام فسألوه معجزة، فخرجت عليهم بمشيئة الله من بطن الجبل ناقة عشراء وضعت حملها.
العجيب ان هذه الناقة كانت تسقي من لبنها جميع قوم ثمود، وقال صالح لقومه اعتنوا بهذه الناقة ولا تقصدوها بسوء فتستحقون نزول غضب الله عليكم.
من هذه الآية نستنتج:
- ان علاقة الانبياء بقومهم علاقة أخوية ولا يخاطبونهم بتعال بل يدعونهم الى الله وينصحونهم نصح الاخ.
- كل ما ينسب الى الله مقدس حتى وإن كان ناقة، والاعتداء عليه يستوجب نزول العذاب الالهي، اذن يجب علينا احترام المقدسات كلها.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 74 من سورة الاعراف:
واذكروا........... مفسدين
دعا صالح قومه لاخذ العبرة مما آل اليه مصير قوم عاد قوم هود (عليه السلام) الذين هلكوا نتيجة لعنادهم فخاطبهم بما مضمونه: لقد استخلفكم الله من بعد قوم هود فلا تسيروا بسيرتهم واذكروا نعم الله عليكم ولا تعتدوا ولا تفسدوا واعلموا ان الله هو الذي اعطاكم القدرة على ان تسكنوا في الارض وتبنوا لكم بيوتاً في القفار والجبال.
من هذه الآية نتعلم:
- ان تاريخ الماضين نور ينير سبيل الاجيال القادمة، اذن علينا ان تتذكر التاريخ دائماً ونقرأه باستمرار.
- ان مرفهي الحال بحاجة اكثر من غيرهم لذكر الله كي لا يصبحوا مفسدين.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 75 و76 من سورة الاعراف:
قال الملأ........ به كافرون
بعد كل النصائح والتخويرات من قبل صالح (ع) بقي اشراف وزعماء قوم ثمود يرون التعاليم الالهية منافية لمصالحهم، ولم يكتفوا بانكار دعوته والكفر بها، بل قاموا يثيرون الشكوك والشبهات بين المؤمنين ويقولون لهم ما يدريكم ان صالح رسول من ربه؟ من اين عرفتم ان الله ارسله لكم وان كلامه هو كلام الله.
ولكن كلامهم هذا لم يثن المؤمنين عن عقيدتهم بل واجهوهم بكل ثقة وثلابة: انا بما أرسل به مؤمنون، وليس لدينا دونى شك في ذلك خاصة بعد ان جائنا بالمعجزة من ربه، اما الكافرون والمستكبرون فلم يتواضعوا للحق ويسلموا به وأعلنوا كفرهم بكل صراحة، انا بالذي امنتم به كافرون. من هذه الآية نستنتج:
- طوال التاريخ نرى ان الاشراف والاغنياء وذوي الجاه هم زعماء الكفر ورؤوس العداء للانبياء.
- ليس الفقر والاستضعاف صفة حميدة ولا الغنى صفة بغيضة المهم هو الايمان والتقوى، وهذه الآية لم تثن على المستضعفين بل اشادت بالمستضعفين المؤمنين.
- اساس الكفر التكبر والغرور او الاستكبار والتفاخر.
اعزائي المستمعين والى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.