بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 57 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
وهو الذي يرسل ............لعلكم تذكرون
تشير هذه الآية الى تجلي رحمة الله في هطول الامطار التي تحيي الارض وتمد الكائنات باسباب الحياة، كما ان جريان الرياح في جميع ارجاء الارض يتم بامر الله وبارادته، ولا تظنون ان الطبيعة غير العاقلة هي التي تسبب حركة الرياح ونزول الامطار بل الله هو الذي يدبر امور الكون بحكمته بتسخير الاسباب الطبيعية، وهذه الامور تدل على التوحيد ووحدة الخالق وكذلك تدل على القيامة وحياة البشر بعد الموت.
ومن هذه الآية نتعلم:
- التعرف على الطبيعة وكشف قوانينها، يجب ان لا تؤدي الى الغفلة عن خالق الكون.
- الموت لا يعني الفناء والهلاك، بل تغيير الحالة، كما ان موت الارض لا يعني نهايتها.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 58 من سورة الاعراف:
والبلد الطيب...... لقوم يشكرون
تشير هذه الآية الى انه مع ان نزول الامطار يعتبر سبب احياء الارض ورحمة من الله ولكن الاستفادة من الامطار تتوقف على استعداد الارض لامتصاص المياه واعطاه المحصولات الزراعية، والارض السبخة لا يمكنها امتصاص المياه فتصبح بعد هطول الامطار الى ارض طينية يتأدى الآخرون بنتن رائحتها، (وكما يقول بعض الأدباء فإن المطر الذي لا يختلف اثنان في رقة طبعه، ينبت الزهود في البساتين والأشواك في البراري).
وكذلك حال آيات القرآن الكريم، فانها رحمة اذ تليت على قلوب خاشعة فتحييها، واذا تليت على القلوب القاسية لا تجد لها ردة فعل سوى العناء والتعصب.
من هذه الآية نستنتج:
- لا تكفي الرحمة لهداية البشر وإنما يجب توفر القابلية واللياقة والاستعداد للهداية.
- الطهارة، اساس السعادة، والخبث يؤدي الى الضلال.
والآن ايها الاكارم لنتصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 59 و60 من سورة الاعراف:
لقد أرسلنا ......... في ضلال مبين
هذه الآية تضرب لنا مثلاً عن البلد الخبيث فتروي قصة نوح وقومه التي ذكرت آيات أخرى من القرآن الكريم أنه (ع) لبث فيهم 950 عاماً يعظهم وينصحهم ولكنهم لم يؤمنوا بل عاندوا وكانوا يؤذونه ويعذبونه والمؤمنين حتى انزل الله عليهم العذاب.
تروي هذه الآية ان نوحاً (ع) دعا قومه الى التوحيد والى عبادة الله ولكن سادة قومه ومن تبعهم من الناس وصفوا نوحاً بالجهل والضلال فأعرض الناس عن الانصات لدعوة نوح مع انه كان ينذرهم نزول عذاب الهي في الدنيا والآخرة.
من هذه الآية نتعلم:
- جميع الانبياء على مدى التاريخ كانوا يدعون الى التوحيد وعبادة الله وحده من نوح الى نبينا محمد (ص).
- طوال التاريخ نرى ان مخالفي الانبياء كانوا من الاشراف والاغنياء الذين اخذ بألبابهم بريق الدنيا، وانبهر الناس باموالهم وجاههم.
والآن ايها الافاضل ننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 61 و62 من سورة الاعراف:
قال يا قوم.............. ما لا تعلمون
وازاء وصمهم اياه بالضلال، اجاب نوح (ع) قومه بكل هدوء وبعيد عن الالفاظ النابية انه ليس بضال وانما هو مكلف بتأدية رسالات ربه اليهم، ان الله ربهم ورب العالمين، واني بذلك اريد الخير لكم، وان ما ادعوكم اليه إنما افعل ذلك رحمة بكم وليس لنفع شخصي يصيبني.
من هذه الآية نستنتج:
- ان نتحلى بالصبر مقابل اهانات الجاهلين ولا نقابلهم بالمثل.
- المرشد والمبلغ يجب ان يريد الخير للآخرين، ويكون عاقلاً وعالماً كي لا يجره المخالفون الى مهاوي الباطل.
- ان الانبياء يحيطون بعلوم يعجز عن نيلها عامة الناس.
اعزائي المستمعين. الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.