بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 39و40 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
وقالت اولاهم ............ كذلك نجزي الظالمين
الآية 39 والآية التي سبقتها تتناول جانباً من حوار اصحاب جهنم يوم القيامة مع بعضهم البعض، حيث يلقي الاتباع الذنب على المتبوعين من اسيادهم، فيرد عليهم اسيادهم الذين أدخلوا جهنم قبلهم انكم لستم بافضل منا كي تطالبوا بعذاب اقل، بل انكم مجرمون مثلنا وعليكم ان تذوقوا العذاب جزاء ما اقترفتم من ذنوب. وفي الآية 40 يبين الله سبحانه وتعالى ان اياً من هذين الفريقين لا تدفع عنه هذه الذرائع العذاب ولا تخلصه من نارجهنم، لانهم بعنادهم وتكبرهم لم يخضعوا للحق وكذبوا به، وفي هذه الآية يضرب الله مثلاً للكافرين واحتمال خلاصهم من نارجهنم ودخولهم الجنة كإحتمال دخول الحبل الغليظ في ثقب الابرة، فذنوبهم عظيمة ومن المستحيل ان يرحمهم الله ويغفر لهم، من هذه الآية نستنتج:
- ان مصير الانسان في الدنيا والآخر رهين بعمله، وان ذنوب المتبوعين العظيمة لا يمكن ان تكون سبباً لغفران ذنوب التابعين لهم.
- الذنوب تغلق ابواب الرحمة الالهيه، بوجه الانسان، وتحرمه من الالطاف الالهية، في حين أن التوبة منها تفتح هذه الأبواب
ان اساس الكفر والتكذيب بآيات الله هو الاستكبار والاستعلاء وليس ضعف العقائد الالهية.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 41 من سورة الاعراف:
لهم من جهنم.......... نجزي الظالمين
تستطرد هذه الآية في الحديث عن عذاب الكافرين الاليم فتذكر ان للكافرين فرش وغطاء من نار، وان النار تحيط بهم من كل جانب فلا تترك لهم مكاناً للراحة، ويصف القرآن الكافرين بانهم مجرمون تارة وظالمون تارة اخرى فان الكفر يتأتى من الاجرام والظلم. من هذه الآية نتعلم:
- ان الذين كانوا يسعون في الدنيا فساداً ارضاء لأهوائهم الباطلة مصيرهم نار جهنم وكأنه لا شيء يريح ارواحهم الخبيثة إلاّ النار.
- ان جهنم تحيط بالكافرين والظالمين من جميع اطرافهم.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 42 من سورة الاعراف:
والذين آمنوا........... هم فيها خالدون
ان اسلوب القرآن هو بيان جزاء الصالحين الى جانب عقاب الكافرين، كما نرى في الآية السابقة ذكر سبحانه وتعالى عقاب اصحاب النار، وفي هذه الآية يؤكد ان من يؤمن ويعمل الصالحات يدخله الله في الجنة ولا يخرج منها، لانه كان لا يدخر وسعاً في عمل الخيرات، وان الله لا يجبر الانسان على عمل يفوق قدرته وقابلياته بل يكفيه منه بذل جهده في ما يرضي الله. ومن هذه الآية نستنتج:
- ان امتزاج الايمان بالعمل الصالح يعطي ثماراً باقية وخالدة وهي دخول الجنة وصحبة الصالحين والابرار.
- الاسلام لا يكلف الانسان فوق طاقته، بل يكلف كل انسان بقدر طاقته وقابليته.
والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 43 من سورة الاعراف:
ونزعنا ما في صدورهم...... بما كنتم تعملون
من نعم الله على اهل الجنة نشر المحبة والصفاء فيما بينهم، فيزيل من قلوبهم الحسد والضغينة قبل ان يدخلهم الجنة، كي يعم الجنة الصفاء والنقاء وتزول كل الخلافات، ومع ان للجنة درجات متعددة، مع ذلك لا يحسد بعضهم بعضاً وليس هناك مشاكل ولا حقد ولا ضغينة.
ولا ينفك اهل الجنة من ذكر الله ونعمه ولا تنسيهم نعمه ذكر آلاءه وحمده على ارسال انبياءه وكتبه ليهديهم في الدنيا ويبين لهم صراطه المستقيم الى جنانه الواسعة والمتمثل بالايمان بالله وطاعة اوامره وعمل الصالحات.
من هذه الآية نستنتج:
- الحياة الخالية من الحسد والحقد، مماثلة لحياة اهل الجنة.
- ان اهل الجنة لا تغرهم اعمالهم ويعزون مصيرهم هذا الى هداية الله لهم وما بذله الانبياء من نصح وابلاغ للتعاليم الالهية.
اعزائي المستمعين وبهذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.