بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه حلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 31 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
يا بني آدم ............ لا يحب المسرفين
بعد ان بيّن الله سبحانه وتعالى في آيات سابقة ان الملابس هي زينة الانسان، أمر عزوجل الحجاج والمعتمرين في هذه الآية ان يحافظوا على ملابسهم اثناء طوافهم في المسجد الحرام ولا يطوفون حول الكعبة عراة كما كان يفعل آباؤهم واجدادهم وكذلك يجب عليهم عندما يدخلون كل مسجد، أن يدخلونه وهم يرتدون ملابس مناسبة وان يراعوا حرمة هذا المكان المقدس ويؤدون آداب زيارته.
واكدت الاحاديث الشريفة على لبس الملابس الطاهرة والجميلة ومسّ العطور والتجمّ لدى دخول المسجد للصلاة، وهذا ما ورد في الاثر عن النبي (ص) والائمة الطاهرين الذين هم قدوتنا في اعمالنا.
وتتطرق هذه الآية الى مسألة الاطعمة والاشربة فتحث على تناول الاطعمة والاشربة وتجنب الاسراف. فكما نعلم ان معصية آدم وحواء كانت بأكل ثمرة شجرة ممنوعة ما ادى الى طردهما من الجنة، ولهذا توصي هذه الآية بني آدم بالحذر من ان يصيبهم ما اصاب والديهم، وتأمرهم ان يطيعوا اوامر الله فيما انزله لهم من نعم وتحذرهم ان اي اسراف هو تجاوز للحدود.
من هذه الآية نتعلم:
- المسجد هو بيت الله، ومحل اجتماع عباده، فيجب ان يكون دائماً جميلاً ومزيّنا.
- الغذاء الروحي اهم من الغذاء الجسدي، اذن الصلاة اولاً ثم الطعام.
- انه يجوز للانسان ان يتمتع بالمواهب الطبيعية بالمقدار اللازم والضروري ولا يحق له ان يبذر ويسرف.
والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 32 من سورة الاعراف:
قل من حرّم...... لقوم يعلمون
تتساءل هذه الآية بلهجة التأنيب والتقريع عمّن حرّم انواع الزينة والنعيم التي خلقها الله لعباده الصالحين المؤمنين خلقها لهم ليستفيدوا منها ولكنه لم يمنعها عن الكافرين، بل سيحرمون منها يوم القيامة وتكون عندها خالصة للمؤمنين.
في هذا المجال يبتلى البشر بالافراط والتفريط، فبعضهم يسرفون في استغلال النعم الالهية ويبذرونها، والبعض الآخر يتبعون سبيل الرهبانية وينكرون احتياجاتهم الطبيعية والغريزية والقرآن في هذه الآية والآية التي تسبقها يحارب الضئتين ويؤنبهم على اسرافهم مرة وعدم استغلالهم للفم التي احلّها الله لهم مرة أخرى.
من هذه الآية نستنتج:
- كما ان اباحة المحرمات غير جائزة، كذلك فان تحيم المباحات غير جائز.
- ان الله شجع المؤمنين على الإستفادة من انواع الزينة المباحة ضمن اطار القوانين الدينية والتعاليم الاسلامية.
- النعم الدنيوية يستفيد منها المؤمن والكافر في الدنيا ولكنها خاصة للمؤمنين يوم القيامة.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 33 من سورة الاعراف:
قل إنما حرّم........ ما لا تعلمون
بعض المؤمنين البسطاء يظنون ان سبيل مرضاة الله تكون بالعبادة واعتزال الناس ويظنون ان التقوى والزهد لا تكون إلاّ في ترك الدنيا ومظاهرها ويعتقدون ان العمل للدنيا مطلقاً عمل قبيح وغير مطلوب، هذه الآية ترد عليهم وتفند ادعاءاتهم بان الله لم يحرم إلاّ اشياء قليلة وكل ماعداها مباح، فقد حرم عزوجل ظلم الآخرين والذنوب والمعاصي والافعال السيئة والشرك والرياء والبدعة والخرافات، فتجنبوا هذه الامور واستفيدوا من نعم الدنيا ما شئتم.
من هذه الآية نستنتج:
- المباحات كثيرة والمحرمات قليلة، فقد اعطى الله الحرية للانسان ومنع عنه اشياء قليلة.
- ان الله حرم القبائح والاثم وما يلوث الجسم والروح، هذه السيئات التي تدركها الفطرة البشرية وتسلّم بها.
- الذنب ذنب، وقبحه ذاتي، إن ادرك الناس ذلك ام لم يدركوه، ولا يقلل من قبحه ان لم يعرفه الناس.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.