بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 28 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
واذا فعلوا ............ ما لا تعلمون
تشير هذه الآية الى احد أشكال السفور في العصر الجاهلي، فقد جاء في التفاسير: ان مشركي مكة كانوا يؤدون مراسم الحج كل عام، حسب سنة ابراهيم (ع)..... وكانوا يعتقدون بضرورة ان تكون ملابس الطائف بالبيت طاهرة ومباحة ولم تشرى بمال مغصوب، واذا شكوا بكون ملابسهم طاهرة ومباحة يخلعونها ويطوفون عراة ويظنون ان عملهم هذا عبادة الله وقد وصف القرآن الكريم عملهم هذا بالسيء والمنكر.
ويبرر المشركون فعلهم هذا بانهم رأوا آباءهم كذلك يفعلون فاتبعوا سنتهم، بالاضافة الى أن ذلك عبادة لله وان الله هو الذي امرهم به.
من هذه الآية نستنتج:
- ان منشأ اغلب الخرافات في المجتمعات البشرية هو التقليد الاعمى للآباء والاجداد، في حين ان حفظ تراث الاجداد لا يعني التخلي عن العقل والفكر.
- العبادات الالهية يجب ان يصاحبها الخشوع وان نفعل ما امرنا الله وإلاّ امتزجت العبادة بالخرافات.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 29 من سورة الاعراف:
قل أمر ربّي.......... بدأكم تعودون
ازاء الكافرين الذين ينسبون اعمالهم السيئة الى الله عزوجل وبذلك يبرءون انفسهم. توضح هذه الآية ان الله يأمر بالخير والاحسان والصدق والعدل ويأمرنا لدى الحضور في المساجد وخاصة المسجد الحرام وعند الصلاة والطواف أن لا نفكر بغير الله ليظهر أعمالنا من الخرافات ومن كل انواع الشرك وهو عزوجل يخاطبنا بما معناه: واعلموا انكم سترجعون الى الله، وهو قادر على اعادة خلقكم لانه هو الذي خلقكم اول مرة. من هذه الآية نتعلم:
- القسط والعدل محور الاوامر الالهية واهم ما اوصى الله به البشر.
- العبودية الحقة هي اساس نشر القسط والعدل وهي الضمان لديموميتها .
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 30 من سورة الاعراف:
فريقاً هدى ........... انهم مهتدون
بعد ان تناولت الآية السابقة الاوامر والتعاليم الالهية تشير هذه الآية الى ان البعض اطاعوا هذه الاوامر واهتدوا، والبعض الاخر عصوا الله واتبعوا الشيطان، فحقت عليهم الضلالة، حتى وان ظنوا انهم مهتدون وانهم نالوا السعادة. من الاخطار التي تهدد الانسان العقائد الباطلة التي تهوي بالانسان الى قعر البئر وهو يحسب انه يسير في الاتجاه الصحيح ويطوي طريق السعادة، وهذه احدى حيل ومكائد الشيطان الذي يصور الباطل حقاً، ثم يدعو لإتباعه، وقد وصفت آيات اخرى من القرآن الكريم هؤلاء الافراد انهم اخسر الناس اعمالاً وانهم يرون الشر خيراً فتحبط اعمالهم في الدنيا وتفنى ويغادرون الدنيا بأيدي خالية. من هذه الآية نستنتج:
- الهداية من الله، والضلالة من البشر وناتجة عن سوء اختيارهم.
- اليأس من الله ناتج عن السقوط في حبائل الشيطان وتسلطه علينا، حتى يصبح الانسان ولياً للشيطان بدلاً من كونه ولياً لله.
- يجب ان نكون حذرين ولا نكون من الذين يمشون في طريق الباطل وهم يحسبون انهم على طريق الحق.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.