بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 24و25 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
قال اهبطوا ............ ومنها تخرجون
كما جاء في آيات أخر من القرآن الكريم ان الله سبحانه وتعالى قبل توبة آدم وحواء، ولكن بما ان آثار الذنب السلبية باقية نتيجة تناولهما من تلك الشجرة وعصيانهما لامر الله . لذلك كان اخراجهما من تلك الجنة وهيوطهما الى الارض، لذا جاء في هذه الآية ان الله امر آدم وحواء بالخروج من الجنة وان يسكنوا الارض ويستقروا فيها الى ما شاء الله ويعيشون فيها ويموتون عليها ثم يمكثون في البرزخ إلى حين البعث للحساب يوم القيامة.
واشارت هاتان الآيتان الى العداء بين البشر بعضهم مع بعض وعداء الشيطان للانسان، و ان الحياة على الارض يصحبها الحقد والبغضاء والعداء، خلافاً للحياة في الجنة بعيداً عن هذه الامور.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- قد يؤثر عمل الوالدين احياناً على هبوط وسقوط نسلهما، فمعصية آدم وحواء ادت الى هبوط النسل البشري الى الارض.
- الدنيا مكان نزاع وخصام وتنافس وتضاد، وتضاد المنافع والغرائز عامل نزاع وخصام وعداوة.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 26 من سورة الاعراف:
يا بني آدم.......... لعلهم يذكرون
بعد ان عصى آدم وحواء الله عزوجل واكلا من الشجرة الممنوعة وبدت لهما سوءاتهما، وبعد ان أخرجهما الله من الجنة وسكنا الارض وفر لهما ربهما لباساً من صوف وجلود الحيوانات ليسترا به جسديهما ويكون زينة لهما في نفس الوقت. ولحد الآن وبعد مرور آلاف السنين مازال افضل الملابس ما توفر بهذه الطريقة. وبهذا الخصوص يخبرنا الله عزوجل ان هذه الملابس ستر للاجسام المادية وهناك ملابس افضل منها هي لباس التقوى الذي لا يظهر قبح الانسان المعنوي، ملابس توفر الطهارة والشرف والعفة والحياء، ملابس تجلب الحرية المعنوية للانسان.
من هذه الآية نتعلم:
- ان هدف الشيطان هو العري ورفع الاستار والحجب، وان الله عزوجل يوفر للانسان وسائل الستر والحجاب.
- الله جميل يحب الجمال ولا مانع من استخدام الزينة اذا لم تؤدي الى الحرام.
- تصنع ملابس الانسان من القطن او الصوف او جلود الحيوانات، وكلها مخلوقات الله عزوجل فينبغي الاعتناء بها وشكر الله عليها والابتعاد عن الغفلة.
والآن ايها الاعزاء لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 27 من سورة الاعراف:
يا بني آدم.......... لا يؤمنون
بما ان الشيطان لم يكن عدواً لآدم وحواء فقط، بل هو عدو للبشر جميعاً، لذا يحذر الله ولد آدم في هذه الآية من الشيطان الذي أغوى أبويهم ان لا يغويهم، فهذا الشيطان هو الذي وسوس لابويهم وأخرجهما ونزع عنهما سترهما واظهر عيوبهما.
الشيطان وذريته قد خلقوا بحيث يرون البشر والبشر لا يرونهم، ولكن مع ذلك فانهم لا سلطة لهم على الانسان ولا يستطيعون ارغامه على فعل ما لا يريد هو، وتنحصر نشاطاتهم في الوسوسة ولا يستمع اليهم ويطيحهم إلاّ الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر.
من هذه الآية نتعلم:
- الخطر دائماً في المرصاد، فلا تظنّن انك في مأمن من الانحراف، فآدم الذي سجد له الملائكة، خدعه الشيطان، وطرد من الجنة.
- العري ونزع الحجاب، سبب الخروج من الحضرة الالهية، وكل ما يشجع على العري ونزع الحجاب من عمل الشيطان.
- الشيطان ليس لوحده في غواية البشر وله مساعدون وانصار كثر من الجن والانس.
- الايمان الحقيقي بالله يمنع تسلط الشيطان على الانسان.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.