بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين (162و163) من سورة الانعام، فلننصت خاشعين:
قل إن صلاتي ...... اول المسلمين
تؤكد هذه الآية على اهم خصائص السير على الصراط المستقيم وهي: الاخلاص والتسليم لارادة الله سبحانه وتعالى، وهي تأمر النبي (ص) ان يخبر الناس أن حياته وموته وجميع عباداته ومنها صلاته لله وسبيل الله ولا يقصد منها ولا يريد بها إلاّ وجه الله. وانه بريء من كل من يشركونه مع الله في عبادتهم وانه (صلى الله عليه وآله) اول من أسلم لله سبحانه وتعالى، ولذلك يدعو الآخرين للتسليم لله ليس فقط نبي الاسلام (ص) بل جميع الانبياء طوال التاريخ كانوا مسلمين لله سبحانه وتعالى وكانوا يسألونه ان يكونوا مسلمين له في حياتهم وعند مماتهم.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان الانسان المؤمن لا يكون عبداً لله اثناء صلاته وعبادته فحسب، بل طوال حياته يكون عبداً مخلصاً لله ومطيعاً له.
- الموت والحياة ليس مهماً والمهم هو ان يكون لله وفي سبيل الله.
والآن ايها الاخوة تعالوا لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 164 من سورة الانعام:
قل أغير الله.......... فيه تختلفون
في هذه الآية يتسائل النبي (ص) من المشركين بتعجب بما مضمونه: لم اترك ابي الواحد وهو رب كل شيء واتجه الى اصنامكم، فهل بامكان اصنامكم ان تفعل شيئاً في مقابل القادر على كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى، لم تدعوني لعبادة هذه الاصنام والاوثان وتعدونني بالدعم والتأييد، وان كنتم على باطل فانكم ستتحملون ذنوبي إذا إستجبت لكم، ألا تعلمون ان كل امرء يتحمل عبء اذنوبه ولا يمكن لاحد ان يتحمل ذنوب آخر وان ما يفعله الانسان من خير اوشر فانما يعود نفعه وضره عليه وحده ولا يسأل الآخرون عنه.
واعلموا انكم ستمثلون يوماً فيما محكمة العدل الالهي وتسألون عن اعمالكم وعقائدكم. من هذه الآية نتعلم:
- كفر وايمان وحسنات وسيئات الناس، لا تضر الله شيئاً، بل ان عواقب اعمال الانسان الحسنة او السيئة انما تحيط بالانسان نفسه.
- ان مسؤولية أعمال اين فرد تقع على عاتقه هو، فلا يحق لنا ان نلقي مسؤولية سيئاتنا على المجتمع والعائلة والاصدقاء فما هذه سوى ذرائع.
والآن ننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 165 وهي آخر آية من سورة الانعام:
وهو الذي جعلكم ..... لغفور رحيم
تتناول هذه الآية حياة الانسان على الارض واستغلاله للنعم الالهية وما سخره الله له، وتشير الى ان كل هذا اداة لامتحان بني آدم وتخاطبهم بما معناه: واعلموا ان الكثير من البشر قد عاشوا من قبلكم وماتوا، وانكم بدوركم سوف تحضون ليخلفكم قوم آخرون، فخاولوا الآن ان تستغلوا هذه الفرصة (الحياة) على افضل وجه.
واعلموا ان وراء اعطائكم هذه النعم الالهية هدفاً، ولكل مسؤول عنها بقدر التمتع بها، فليس كل البشر سواسية باستغلالهم للثروات الطبيعية، وهذا التفاوت بدوره اساس للامتحان.
من هذه الآية نتعلم:
- ان اختلاف البشر من حيث استغلال النعم الالهية لا تعني افضليه البعض على البعض الآخر، بل وسيلة للابتلاء والامتحان فالغني والفقير كلاهما يمر ان في امتحان، الغني بثروته والفقير بمحروميته.
- ان الله للذين فشلوا في الامتحان سريع الحساب وللذين نجحوا فيه غفور رحيم.
- يجب ان نؤمن بان ما نملكه إنما هو من الله وليس من عند انفسنا، وفي هذه الحالة سنكون مستعدين للتبرع به في سبيل الله.
والى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة منه نستودعكم الله والسلام عليكم.