بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم مع حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة. نبدؤها بتلاوة عطرة للآية (141) من سورة الانعام، فلننصت خاشعين:
وهو الذي أنشأ...... لا يحب المسرفين
في هذه الآية يأمر الله سبحانه وتعالى الناس باخراج الحقوق الشرعية أي الزكاة ليس فقط في مواشيهم وإنما حتى في محصولاتهم الزراعية وحقولهم، وان يخرجونه يوم حصاده ويعطونه للايتام والمساكين.
وهناك من يأخذ محصولاته كلها لنفسه ولا يعطون المحرومين منها شيئاً، وفي مقابل ذلك، فان بعض الاشخاص يفرّطون ويعطون جميع المحصول للفقراء، ويطلق القرآن الكريم على هذا العمل اسراف مع انه انفاق في سبيل الله، ونهى عنه، لان الاسلام دين الاعتدال والوسط، فلا تفريط واهمال للمحرومين، ولا افراط واهمال لاحتياجاته واحتياجات عائلته، كما ورد في الآية 67 من سورة الفرقان التي تقول:
والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما
من هذه الآية نستنتج:
- ان جميع انواع النباتات والفاكهة تنمو من نفس التراب والمياه وهذه الظاهرة تدل على قدرة الباري سبحانه وتعالى.
- ان الماء والتراب ونور الشمس والاوكسيجين كلها من نعم الله اذن يجب ان نعطي جزءاً من المحاصيل الزراعية في سبيل الله ولا نبخل به فنجانب الحق.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 142 من سورة الانعام:
ومن الانعام.......... عدو مبين
هذه الآية تؤكد على ان الله خالق كل شيء، من اشجار ونباتات تبنت من الارض الميتة وحيوانات صغيرها وكبيرها التي تنتفعون بها، كلها من خلق الله عزوجل، وعليه فان الاستفادة منها ايضاً باذن الله وليس للاصنام دور في خلقها وليس لها حق فيها، بل الله الذي سخرّ لكم الحيوانات الكبيرة كالخيل والابل لتحملوا عليها اثقالكم، وحيوانات صغيرة كالخراف والماغر جعلكم تتحكمون فيها لتستفيدوا من كومها وجلودها، وتنهى هذه الآية ايضاً عن اي شكل من اشكال الافراط والتفريط في الاستفادة من الحيوانات مشيرة الى فعل المشركين في ترك بعض الحيوانات وعدم الاستفادة منها وتحريم اكل لحومها، وتحذر هذه الآية المسلمين ان لا يتبعوا سبيل من لا يطبق الاحكام الالهية ولا يحرم حرامه ولا يحلّ حلاله واحلّ لنفسه اكل الحيوانات التي حرمها الله، بل تأمرهم أن: كلوا من لحوم الحيوانات التي احلها الله و ابتعدوا عن اكل ما حرمه الله فانه من عمل الشيطان.
من هذه الآية نستنتج:
- ان اكل اللحوم النيئة والتي يروج له هذه الايام، لم يأمر به الدين الاسلامي.
- علينا ان ننظر جيداً الى ما نأكله فان احد سبل الشيطان التي اضلّ بها ابانا آدم (ع) هو الطعام.
والآن ايها الاعزاء لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 143و144 من سورة الانعام:
ثمانية ازواج.... القوم الظالمين
ذكرت هاتين الآيتين بالتفصيل اسماء الحيوانات وعقائد المشركين بالنسبة لها، وان الله سبحانه وتعالى قد خلق لكم ثمانية ازواج من الحيوانات.
الضأن والمعز والابل والبقر اناثاً وذكورا، وقد ذكرت الآيات السابقة ان المشركين حرّموا ذكورها تارة واناثها وحتى اجنتها تارة اخرى، ولكن الله احلّ اكل لحومها كلها ونصح بالاستفادة منها ثم وصف سبحانه وتعالى هذه البدع والخرافات بانها ظلم كبير بحق دين الله وتضل الناس، وان الذين يسنون هذه السنن الباطلة عليهم ان يتحملوا عواقب ما اقترفته ايديهم.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان الاساس في الاطعمة هي حلّيتها، إلاّ ما حرمها الله، وليس الأساس حرمتها فيستلزم ذلك ان يبين الله ما احلّ منها.
- يجب على علماء الدين ازالة الخرافات عن وجه الدين وتوضيح الحق.
- الاراء والعقائد يجب الاّ تكون إلاّ على اساس العلم والمعرفة وليس على اساس الجهل والخرافة فتضل الناس.
اعزائي المستمعين والى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، فحتى نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.