بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الاعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطر للآيتين (126و127) من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:
وهذا صراط............. كانوا يعملون
بينت الآيات السابقة طريقة تعامل المؤمنين والكافرين مع الآيات والمعجزات الالهية، ووصفت تلك الآيات قبول الاسلام والايمان به بانه علامة نقاء الروح وطهارتها.
وهذه الآية تؤكد ان تعليمات الاسلام تدعو الى الصراط المستقيم الذي رسمه الله تعالى لكي يصل الانسان الى الكمال والسعادة، وكل من يؤمن بالاسلام عقيدة وعملاً فانه يقترب اكثر من هدفه وذلك بسلوك اقصر الطرق المؤدية اليه وهوالصراط المستقيم، ومن البديهي ان الذي يسير في الدنيا في الطريق الذي رسمه له الله تعالى يكون آمناً يوم القيامة من المخاطر والعذاب في الجنة تلك التي وصفها الله عزوجل بانها دار السلام وانهم فيها آمنون.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- الصراط المستقيم هو طريق الهدى الوحيد، وأي طريق غيره ضلال.
- ان المضي على الصراط المستقيم يستلزم الحذر الدائمي، فلحظة واحدة قد تخرج الانسان من الطريق.
- ليس في الجنة موت أو مرضى او فقر او معاناة او مصاعب او حسد او حسرة او إفك.
ايها الاخوة اما الآن فلننصت خاشعين الى تلاوة للآيتين 128 و129 من سورة الانعام:
ويوم يحشرهم ............. يكسبون
يشير القرآن في هاتين الآيتين الى حال الضالين يوم القيامة ومحاسبة الله سبحانه وتعالى لهم سواء كان الشيطان وقبيله ام من البشر، ولكن لا ينفعهم حينئذ شيء فلا يستطيعون تلافي اخطائهم ولا يرجعون الى الدنيا ثانية. والمقصود فيهاتين الآيتين من الجن، الشيطان وقبيله الذين يوسوسون للبشر ويشجعونه على ارتكاب الذنوب، ولكن مهما طال زمن الحياة فانها آيلة للزوال، والانسان العاقل لا يستبدل الخلود في الجنة بلذات الدنيا الزائلة، واما من كان في الدنيا يرتكب الخطايا والذنوب فسيجزى نارجهتم التي اوقدها لنفسه بيده لا يستطيع الفرار منها الاّ ان يشاء الله ان يعفو عنه، ولكن الله لا يعفو عن مذنب دون سبب ودليل لانه حكيم وعليم ولهذا فان لعقابه اسباب ولعفوه ايضاً اسباب.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- يوم القيامه يحشر البشر والشيطان في مكان واحد ويحاسبوا كي يكون اتباع الشيطان الى جانبه يوم الحساب.
- علينا التفكير في عاقبة امرنا واتخاذ امام بامكانه ان يشفع لنا يوم القيامة.
- لا يعاقب جميع المجرمين بنفس الدرجة ويتوقف بقاؤهم في نار جهنم على العلم والحكمة الالهيين.
- اتباع الشيطان في الدنيا هم الذين يمهدون للظالمين سيطرتهم على المجتمع.
والآن ايها الاعزاء لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآية 130 من سورة الانعام:
يا معشر الجن......... كانوا كافرين
تستكمل هذه الآية ما بدأته الآية السابقة لها في سرد عقاب الكافرين يوم القيامة، حيث تشير الى ان الله عزوجل قبل ان يعذب الكافرين يجعلهم يعترفون بانهم عرفوا الحق ولم يتبعوه، ورأوا طريق الهدى ففضلوا سلوك طريق الغي، وسمعوا بيوم القيامة ولكنهم انشغلوا عنها بالدنيا وكانوا عنها غافلين، وهذا ما جعلهم يكفرون بالله ونعمه عليهم فكانت النار مثوى لهم.
من هذه الآية نتعلم:
- ان الانس والجن كلاهما مكلّف بطاعة الله وقد ارسل الله لهم رسل من جنسهم.
- يوم القيامة لا يمكن انكار الحقائق او كتمانها، وحتى المذنبون يعترفون بذنوبهم.
- ان اهم سبب لرفض دعوة الانبياء، التعلق بالدنيا ولذاتها.
وفي ختام هذا اللقاء ايها الاكارم نستودعكم الله على امل اللقاء بكم في حلقة اخرى من نهج الحياة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.