بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج ونبدء بتلاوة عطرة للآية 94 من سورة الانعام فلننصت اليها خاشعين:
ولقد جئتمونا.... ما كنتم تزعمون
تحدثت الآية السابقة عما يحدث للمشركين اثناء موتهم، وتستطرد هذه الآية سرد ما يجري عليهم وانهم عندما يغادرون الحياة الدنيا ينادون: انكم في الدنيا قد عرفتم الكثيرين وتعلقتم بهم، بل حتى أنكم ربطتم مصيركم بمصيرهم، وجمعتم اموالاً طائلة وظننتم ان اصحابكم واموالكم ستنفعكم، ولكنكم اليوم تركتم الحياة الدنيا لوحدكم وجئتمونا وتركتم كل ما احببتم وما أكننتم في انفسكم، فماذا هيّأتم لهذا اليوم؟
من هذه الآية نستنتج:
- ان نظام الحياة بعد الموت فردي وليس جماعياً، وان العلاقات الاجتماعية تختفي يوم القيامة.
- وتوضح هذه الآية ان الجاه والاموال لا تنفع احداً عند الموت إلا ما جعله الانسان صدقة جارية قبل موته.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة للآية 95 من سورة الانعام:
إن الله.... فأنى تؤفكون
تشير هذه الآية الى دور الله سبحانه وتعالى في موت وحياة الكائنات الحية، وتبين صوراً من الحياة في الطبيعة، ومع ان الانسان هو الذي يحرث الارض وينشر البذور ولكن انفلاق البذور ونمو النبات يتم بأمر الله سبحانه وتعالى وإن كان الماء والتراب والهواء والتي هي مستلزمات نمو النباتات من الله... وانه هو الذي يخرج النبتة الحية من الحبّة الميتة ويخرج البذور الميتة من الاشجار الحية.
وفي دنيا البشر استناداً الى الروايات فان الولد المؤمن هو الحي الذي يخرجه الله من ابوين كافرين، والولد الكافر هو الميت الذي يخرجه الله من والدين مؤمنين.
من هذه الآية نتعلم:
- افضل السبل لمعرفة الله هي دراسة الطبيعة والنظر في خلق الكائنات.
- كيف يمكن للانسان الذي يرزقه الله ان يعبد الهاً غيره؟
والآن ايها الاخوة تعالوا لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة للآية 96 من سورة الانعام قبل ان نتعرف على تفسيرها:
فالق الاصباح... العزيز العليم
وهذه الآية ايها الاكارم تشير الى ان الله سبحانه وتعالى ليس فقء خالق الحب والنوى وانما هو ايضاً فالق الاصباح، وإن كان عزوجل يفلق الحبة في أعماق التربة المظلمة ويخرج منها النباتات الحية، فانه ايضاً وضع نظاماً دقيقاً يتعاقب فيه الليل والنهار وضعه لسكان الارض كي يخلدوا الى الراحة ليلاً وينهضوا مع شروق الشمس في اروع ظاهرة سماوية نشهدها يومياً، حيث يدب الدف والحياة مع طلوع الشمس، والحركة الدؤوبة للارض والقمر حول الشمس لا تنتج فقط الليل والنهار وإنما هي افضل طريقة لعدّ الايام والساعات كي يتمكن الانسان من التخطيط لانجاز اعماله في ازمنة محددة ومعينة.
من هذه الآية نتعلم:
- ان التفكّر في دقة خلق السموات والارض وسيلة لمعرفة الله.
- ان الله خلق كل شيء على أساس النظم والحسابات الدقيقة ومخلوقاته ايضاً تتبع هذا النظام الدقيق ونحن ايضاً يجب علينا ان نتحرك على اساس برنامج دقيق وإلاّ أصبحنا شاذين عن النظام الكوني.
والآن لننصت خاشعين الى الآية 97 من سورة الانعام:
وهو الذي......... يعلمون
بالاضافة الى الشمس والقمر ودورهما المهم في حياة الانسان اليومية، فالنجوم ايضاً على كثرة عددها تعتبر دليلاً على قدرة الله في خلق وتدبير شؤون العالم، وما اكثر النجوم التي لم تكتشف لحد الآن.
وجاء في القرآن ان النجوم خلقت من اجل الانسان، ولكن لم يعرف لحد الآن دور النجوم الرئيس في حياة البشر، في هذه الآية قمت الاشارة الى تعيين الاتجاه والمقصد اثناء الاسفار البحرية بواسطة النجوم لدى القدماء عندما لم تكن لديهم وسائل وادوات لتحديد الاتجاه. والاسلام يعني بمظاهر الطبيعة عناية خاصة ويوليها اهمية خاصة، مثلاً يتم تعيين اوقات الصلاة كل يوم بواسطة الشمس، وتعيين بداية ونهاية شهر رمضان بحركة القمر. وعند خسوف وكسوف الشمس والقمر تجب عندها صلاة الآيات، ولدفع القحط والجفاف تصلّى صلاة الاستسقاء، وكل هذا دفع العلماء المسلمين الى بناء مراصه في بغداد ودمشق والقاهرة ومراغه والاندلس وكتبوا الكثير حول علم النجوم.
من هذه الآية نتعلم:
- ان نظم النجوم دقيق الى درجة يمكننا معها ايجاد طرقنا في البر والبحر
- لا يمكن القبول بان الله الذي جعل للانسان ما يهديه في سفره قد تركه في مرحلة عمره الطويل دون دليل وهادي.
اعزائي الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نستودعكم الله والسلام عليكم.