بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم معنا وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حيث نقدم لكم فيها تفسيراً مبسطاً لآيات من كتاب الله العزيز، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 57 و58 من سورة الأنعام. فلننصت اليها خاشعين:
قل إني .... أعلم بالظالمين
عرفنا من اللآيات السابقة ان المشركين دعوا النبي (ص) فيها الى عبادة الاصنام، وفي هاتين الآيتين أمر الله النبي ان يجيبهم بما مضمونه: انا لا اوافق على عبادة الاصنام لانها بعيدة عن المنطق، اما القرآن الذي جئتكم به من عند الله فهو يميز بشكل كامل وبتن بين الحق والباطل، ولكنكم لم تؤمنوا به وكذبتم به. ولم تكتفوا بتكذيبه بل قلتم لي: ان كنت مرسلاً من عندالله فانزل علينا عذاباً، في حين ان العذاب الذي تتعجلون نزوله، لا حيلة لي في نزوله وإنما هو بيد الله الذي بيّن لكم الحق وفرقه عن الباطل، بالاضافة الى انه إن كان نزول العذاب بيدي، لقضي عليكم ولم تبق منكم باقية، وهذا من لطف الله فهو يمهل الكافرين والمشركين لعلّهم يتوبون، ولذا فهو لا يعجّل نزول العذاب عليهم.
من هذه الآيات تستنتج:
- دعوة الأنبياء على اساس الادلة والبراهين وليس على الظن والخرافات، على العكس من الملحدين الذين ترتكز دعوتهم على اساس الاهواء النفسية.
- إن النبي مأمور لتبليغ الدين وليس لا نزال العذاب على الكافرين والمجرمين.
- لا يغرّنّ الكافرين امهالهم وتأخير نزول العذاب ولا يظننّ ان الله قد نسيهم.
ايها الاخوة، اما الآن فلننصت خاشعين لتلاوة الآية 59 من سورة الانعام وهي:
وعنده مفاتح…… كتاب مبين
الآية السابقة تضمنت جواباً للمشركين وهو ان جميع الاشياء تأتمر بأمر الله، وهذه الآية تقول: إن كل ما خفي عن أبصاركم في السموات والارض، وكل ما تحسبونه غير مهم، كسقوط ورقة من شجرة، ونمو حبّة في أعماق التربة، كلها يعلمها الله وغير خفية عليه. فهو يعلم كل ظاهر وخفي من شؤون الكون، وعنده جميع مفاتيح الامور الغيبية، وان جميع امور هذا العالم قد كتبت في كتاب الخليفة في علم الله وان العالم يسير تبعاً لتلك الاصول. بل ان الكون قد خلق بعلم الله وهو محيط بكل شيء وان موت وحياة جميع المخلوقات، لاتتم إلاّ بارادته وعلمه. ومن هذه الآية نتعلم:
ان الله لا يعلم فقط باصول العالم وكل مافيه فحسب، بل ان جميع جزئيات الكون بيّنة لديه وواضحة ومعلومة.
لا يعلم الغيب إلاّ الله، ولا يطّلع احد على الغيب إلاّ بارادته.
ان نظام الكون يسير وفق برنامج دقيق ومقدّر، ولا يخرج اي شيء عن علم وإحاطة الله.
والآن ايها الاكارم: لننصت خاشعين للآية 60 من سورة الانعام:
وهو الذي............. بما كنتم تعلمون
تطرفنا في شرح الآية السابقة الى إحاطة الله بكل شيء سواء بصورة ظاهرة او خفية. وفي هذه الآية ورد ان الله الذي يعلم بالبذور في اعماق التربة وبسقوط اوراق الاشجار، يعلم بجميع افعالكم في جميع لحظات حياتكم في نومكم وفي يقظتكم، وسيخبركم بها في يوم القيامه، وهو عليم ايضاً بليلكم ونهاركم، وهو الذي تتعلقون به في منامكم وهو الذي ان شاء يرد عليكم ارواحكم فتستيقظوا، وتستمر الحال على ذلك كل يوم طيلة اعماركم.
من هذه الآية نتعلم:
- برأي القرآن، النوم كالموت واليقظة كالقيامة من حيث قبض الروح وارسالها.
- علينا الاستعداد ليوم القيامة واستغلال أعمارنا بأحسن صورة.
اعزائي المستمعين والى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة لتقديم تفسير مبسط لآيات اخر من القرآن الكريم، نستودعكم الله والسلام عليكم.