بسم الله الرحمن الرحيم اعزائنا المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة وتفسير مبسط لآيات القرآن الكريم. نبدء هذه الحلقة بتلاوة عطرة للآية 46 من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:
قل ارأيتم.... ثم هم يصدفون
في الآيات السابقة وجّه القرآن كلامه للمشركين وطرح عليهم عدة اسئلة ودعاهم للتفكّر كي تصحو فطرتهم ويزيح الغفلة عن ارواحهم ونفوسهم.
وعلى نفس السياق يأمر سبحانه وتعالى النبي في هذه الآية ان يدعوهم الى التأمّل والتفكّر في نعم الله المتنوعة، وليسألهم إن اخذ الله أبصارهم وسمعهم فلم يعد لهم القدرة على تشخيص الحقائق، فهل تستطيع الاصنام التي تعبدونها او الاشخاص الذين تطيعونهم ان يردوها عليهم؟ بل هل لهذه الاصنام اعين وآذان وعقول كي تستطيع تغدق عليهم بهذه النعم؟
وتتمة لهذه الآية يبين عزمن قائل: ان القرآن يعرض براهينه بشتى الطرق لعلّ هؤلاء الافراد يصحون ويؤمنون، ولكن العناد استولى عليهم فلا يثوبون الى رشدهم ولا يؤمنون.
من هذه الآية نتعلم:
- ان التفكر في اهمية النعم الالهية وتصّور فقدانها احدى طرق معرفة الله.
- الله هو الذي خلق هذه النعم وله يعود بقاؤها ودوامها وفعاليتها وتأثيرها.
ايها الاخوة اما الآن فلننصت خاشعين الى الآية 47 من سورة الانعام ليأتيكم بعد ذلك شرحها:
قل ارايتكم .... الظالمون
استكمالاً للآية التي حذرت في أنه إذا اخذ الله نعمه منكم فلن تستطيعوا عمل شيء، يؤكد هذه الآية أنه إذا ارسل الله عليكم العذاب فلا تستطيعون ردّه او منع نزوله عليكم او الهرب منه، فاذعنوا اذن الى انه لا الاصنام ولا الاشخاص الذين تعلقتم بهم يستطيعون ان ينعموا عليكم ولا يمكنهم ان يدفعوا الضرر عنكم، فلماذا اذن تدعونهم من دون الله؟
وتستطرد الآية وتصف اي نوع من عناد الحق بانه ظلم بحق الذات والمجتمع ومدعاة لنزول العذاب حتى في الدنيا وتحذر من ذلك.
ومن هذه الآية نتعلم:
- يجب ان لا يغرّنا الامهال في نزول العذاب فلربما ينزل عذاب الله فجأة.
- افضل سبيل لمواجهة المعاندين هو طرح الحقائق على شكل اسألة كي يفكروا جيداً لعلّهم يصحون من غفلتهم ويؤمنون.
والآن ايها الاخوة تعالوا لننصت خاشعين الى تلاوة للآيتين 48 و49 من سورة الانعام، لنقدم بعدها شرحاً مبسطاً لهما.
وما نرسل المرسلين........... بما كانوا يفسقون
في الآيات السابقة امر الله الانبياء ان يحذروا المشركين من عاقبة الشرك ويهدونهم، وهنار يأتي بيان حقيقة ان الهدف من بعثة الانبياء على مدى التاريخ هو انذار الناس وتحذيرهم كي يرتدعوا عن عمل المنكرات، ودعوتهم لعمل الصالحات وتبشيرهم بالفلاح والاجر الالهي.
واحدى بشارات الانبياء هي ان المؤمنين الذين يعملون الصالحات يكونون في منجى من الهم والغم والخوف الذي يعاني منه اهل الدنيا على اموالهم والنعيم الزائل. ويكونون ثابتي الجنان واقوياء ازاء البلايا الطبيعية ويصمدون امام الجبارين غير ضعفاء ولا عاجزين، وفي المقابل فان الكافرين يكذبون الحقائق ويسعون وراء الفسق والفجور وارتكاب الذنوب والمعاصي التي تكون عاقبتها انواع العذاب العلني والخفي في الدنيا والعذاب الاليم يوم القيامة.
من هذه الآيات نتعلم:
- وظيفة الانبياء هي تبليغ الرسالة وارشاد الناس، وليس اجبارهم على قبولها بالاكراه، لذا فان البعض يؤمنون والبعض يكفرون.
- يجب ان ترتكز التربية على اساسين الخوف والرجاء كي لا يصاب الافراد باليأس او الغرور.
- لا نفع للايمان دون عمل، ولا قيمة للعمل دون الايمان.
الصحة النفسية تكمن في الايمان بالله والخوف والحزن اللذين هما من اهم الامراض النفسية التي تصيب الانسان في العصر الحاضر تتأتيان من البعد عن الله والاعراض عن الايمان.
وبهذا ايها الاعزاء نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة فا الى اللقاء في حلقة قادمة نستودعكم الله متمنين لكم التوفيق في معرفة حقائق الدين، والعمل بها، ونشرها بين قلوب تتأهب لتلقفها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.