البث المباشر

تفسير موجز للآيات 64 حتى 66 من سورة المائدة

السبت 1 فبراير 2020 - 14:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 172

بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم ايها الاعزاء ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم، نبدء معكم هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة بتلاوة الآية 64 من سورة المائدة:

وقالت اليهود.............. والله لا يحب المفسدين

في الحلقة السابقة ايها الاكارم تطرقنا الى جانب من المفاسد الاجتماعية لليهود في الشؤون الاسرية والاخلاقية والاقتصادية، وتشير هذه الآية الى احدى العقائد المنحرفة والتصورات المغلوطة عن الله تبارك وتعالى حين تقول ما معناه: يعتقد اليهود ان يدي الله كانت مبسوطتان في بداية الخليقة واعطى كل من شاء ما اراد، ولكن بمرور الزمن قلّت قدرة الله على العطاء وتغلبت ارادة البشر على ارادة الله (سبحانه وتعالى عمّا يصفون).

انتشرت هذه العقيدة بين اليهود الى درجة انه عندما نزلت آيات الانفاق على المحرومين والفقراء قالوا: وهذا دليل على ان يدي الله مغلولتان وانه لو كان يستطيع لا عطاهم هو وما كان عليه ان يطلب منّا ان نعين المساكين.

فأجابهم الله على هذا الكفر الذي تفوهوا به: ان يدى الله لم تكن مغلولة يوماً ولن تكون، وانه يعطي من يشاء ما يشاء ويرزق من يشاء، وان امره بالصدقة او القرض الحسن ليس دليلاً على حاجة الله الينا او على ان يديه مغلولتان، بل دليل على الايمان الصادق ودليل على الخضوع لاوامر الله.

وتستطرد هذه الآية بالتأكيد على ان: هذه الافكار المنحرفة ادّت الى شيوع الحقد والعداوة بين اليهود، ودفعتهم ايضاً الى رغبة جامعة في ابادة المسلمين وتأجيج نار الحرب، ولكن كل حرب أجّجها اليهود في صدر الاسلام ختمها الله لصالح المسلمين وابرز دليل على ذلك اندحارهم في خيبر.

من هذه الآية نستنتج:

  • دليل الايمان يكمن في تنزيه الله من كل عيب ونقص. لقد كان اليهود يؤمنون بالله ولكنهم يحسبون انه بخيل ويديه مغلولتان فنفى القرآن هذه العقيدة بشدة.
  • ان زرع الفتن وتأجيج الحروب كانتا من صفات اليهود، ولكنهم لم ينتصروا بارادة الله، طبعاً هذا العون الالهي ما يزال مادام المسلمون يعملون بالقرآن وبسنة النبي (ص).

والآن ايها الافاضل ننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآيتين 65 و66 من سورة المائدة:

ولو أن اهل ……….. ساء ما يعملون

اشارت هدتان الايتان الى جانب من افكار اهل الكتاب وممارساتهم الخبيثة وهي تبين: ان السبيل الى الله سالكة أمام أهل الكتاب إن تابوا وتركوا القول بالعقائد الباطلة والتصرفات السيئة، عندها سيتوب الله عليهم ويضمن لهم مستقبلهم في الدنيا ويغدق عليهم نعمه من سماءه وارضه وفي الآخرة ايضاً (يرزقهم من نعيم الجنة). وفي نهاية الآيتين المذكورتين يشير عزوجل الى أن بين اهل الكتاب جماعة مؤمنة بعيدة عن كل انواع الافراط والتفريط في عقائدهم وكلامهم وراسخو الاقدام على الصراط المستقيم، ولكنهم قلة واكثر أهل الكتاب يصرون على المضي في سبيل الضلال.

بالرغم من ان هذه الآيات مختصة باليهود والمسيحيين، ولكن من الواضح انه قد تهدد هذه المخاطر المسلمين ايضاً وان هم اتبعوما هذا السبيل فسيبتلون بهذه الآفات والعقوبات، كما انهم لو استقاموا على الصراط المستقيم سيحظون بالعون الالهي وينعمون بالنعم الالهية.

ومن هاتين الآيتين نستنتج:

  • لن يستقيم الايمان دون تقوى، فالتقوى تحكم الايمان.
  • الله رؤوف رحيم، فبالاضافة الى العفو عن الذنوب فهو يعود بالرحمة على المذنب التائب.
  • الايمان بالله وعمل الصالحات تضمن للانسان سعادة الدنيا والآخرة، فالدين لايتنافى مع الدنيا بشرط عدم تضاد الدنيا مع الاصول الدينية.
  • لا تكفي تلاوة الكتب السماوية فقط. بل من الواجب العمل به وتطبيق احكامه.

 

ايها الاعزاء وبهذا نأتي الى ختام حلقة هذا اليوم من برنامج نهج الحياة، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة