بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته، واهلاً وسهلاً بكم لنتعرف معاً على آيات من كتاب الله العزيز عبر تفسير مبسط لها. ونبدء البرنامج بتلاوة للآيتين 55 و 56 من سورة المائدة فلننصت اليها خاشعين:
إنّما وليّكم ............... هم الغالبون
ذكرت الروايات التاريخية ان فقيراً دخل مسجد الرسول (ص) وسأل الناس صدقة فلم يعطه احدٌ شيئاً، فتصدق الامام علي (ع) اثناء صلاته وهو في ركوعها بخاتمه، فنزلت هذه الآية تثميناً لفعل علي (ع). ويروي عمار بن ياسر احد كبار الصحابة أنه وبعد نزول هذه الآية قال رسول الله: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وهي الكلمة النبوية التي كدرها (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير من جحة الوداع ومن الواضح ان كلمة (مولي) في هذه الآية تعني ولاية الامر والرئاسة وليس المحبة والمودة، فقط لأنها ولاية الامام علي (عليه السلام) جاءت معطوفة على ولاية الله ورسوله فهي إذن من سخنها.
ومن هاتين الآيتين نستنتج:
- ان الاسلام دين براءة ودين ولاية. في الآيات السابقة نهى الله عن ولاية الكافرين، وفي هذه الآية اكد على ولاية الله ورسوله وائمة المؤمنين.
- لا يحق لمن لم يكن مؤمناً (لا يصلي ولا ييزكى) التسلط على رقاب المؤمنين.
- لا يحول اي شيء بين الانسان واعطاء المحرومين ولا حتى الصلاة، بل نرى في هذه الآية امتزاج الصلاة بالزكاة.
- ان الذي لا يكترث للمساكين والفقراء لا يمكنه ان يصبح حاكماً للمسلمين.
- اذا تمسك المؤمنون بولاية الله والنبي والائمة المعصومين لا شك انهم سينتصرون على الكافرين.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة الآيتين 57 و58 من سورة المائدة:
يا ايها الذين....... بانهم قوم لا يعقلون
هاتان الآيتان تخاطب ضعيفي الايمان الذين يودون الكافرين واهل الكتاب ويسعون لاقامة علاقات معهم وتنهاهم بشدة عن هذا الامر، حيث تقول: لهم بما مضمونه: كيف تميلون الى الكافرين وهم لا يؤمنون بافكاركم ومعتقداتكم ويستهزؤون بصلاتكم التي هي اساس دينكم، بعبارة اخرى، انهم لا يعاملونكم بما يفرضه المنطق، بل لانهم سفهاء ، فهم يستهزؤون بدينكم.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- اصل الايمان الغيرة الدينية والابتعاد عن غير اللائقين والمستهزئين.
- لا ينبغي السعي لجلب ود الكافرين لخوف او طمع، بل علينا ان نتقي الله وحده ونخشاه.
- ان الكافرين ترعبهم صلاة جماعة المؤمنين فيستهزؤون بها، اذن علينا التمسّك بها وتقويتها.
- ان الاستهزاء يدل على السفاهة، وطريقة العقلاء هي السلوك المنطقي.
ايها الافاضل اما الآن فسننصت خاشعين لتلاوة الآية 59 من سورة المائدة قبل ان نخوض في تفسيرها:
قل يا اهل الكتاب..... وان اكثركم فاسقون
في هذه الآية يخاطب الله تبارك وتعالى النبي (ص) والمؤمنين بما مضمونه: ازاء استهزاء الكافرين، قولوا لهم هل تسيئوون التصرف معنا بسبب ايماننا؟ في حين اننا نؤمن بقرآننا وكذلك بتوراتكم وانجيلكم، ولكنكم لم تتمسّكوا حتى بكتابكم وعصيتم انبيائكم. ومن هذه الآية نستنتج:
- علينا ان نجادل ونحاور من يخالفنا بالتي هي احسن، وان نطرح عليهم موضوع الخلاف بشكل سؤال وليس بشكل مباشر يؤلّبهم علينا، وان ننصف اعدائنا.
- ان لا نرتاب في ديننا وان عداوة الكافرين ليس لها منطق واساس عقلي.
وبهذا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم ثانية بسلامة من دينكم وقوة في ايمانكم ونصرة لعقيدتكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.