البث المباشر

تفسير موجز للآيات 41 حتى 43 من سورة المائدة

السبت 1 فبراير 2020 - 13:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 166

بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وحلقة اخرى من برنامج نهج الحياة راجين ان تنال رضاكم، ونبدء البرنامج بدعوتكم كي ننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآيتين 41و 42 من سورة المائدة:

يا ايها الرسول ............... إنّ الله يحب المقسطين

استناداً الى الروايات التاريخية فان هاتين الآيتين نزلت بحق جماعة من يهود المدينة، كان من أمرهم ان احد زعماء واغنياء اليهود قد زنى ولأن حكم هذا العمل في الدين اليهودي هو الرجم ولأنهم ارادوا الفرار من اجراءه قالوا: لنرسل بعضنا الى نبي الاسلام كي يسأل جزاء هذا الفعل في الاسلام عسى ان يكون ايسر، اما نبي الاسلام فقد حكم عليه بالرجم ايضاً فأعرضوا عن قبوله فنزلت هاتين الآيتين تخاطب النبي بما مضمونه:

ان لم يقبل اليهود حكمك فلا تبتئس فهذا ديدنهم طوال التاريخ- فقد كذبوا الرسل وحرّفوا تعاليمهم، فهؤلاء لم يقصدوك بهدف قبول الحق كي تبتئس من عدم ايمانهم ، بل جاؤوك بهدف تحقيق مآربهم ومآرب قومهم، ولأنك قلت قولاً يخالف رأيهم تركوك وذهبوا، فلا يظنوا أنهم قد هربوا من العقاب الالهي فسياقبهم الله في الدنيا والآخرة ويفضحهم لان قلوبهم ليست نقية بل مليئة بالخبائث.

نتعلم من هذه الآية:

  • إنما الايمان قبول القلب والضمير وليس الاعلان باللسان.
  • يجب ان نخضع للاوامر الالهية، لا ان نطلب من الله ان يخضع لطلباتنا.
  • الاعداء يسارعون في الكفرو النفاق وذلك لان المسلمين يتماهلون في حقوقهم.
  • التعامل بالربا والاتجار بما حرّم الله من اخلاق اليهود.
  • اساس القضاء في الاسلام، الحكم بالعدل دون فرق بين الصديق والعدو والفقير والغني، لذا يجب ان لا يكون للاهواء النفسية والتهديدات الخارجية تأثير على القضاء.

 

ايها الاكارم والآن ننصت خاشعين لتلاوة الآية 43 من سورة المائدة:

وكيف يحكمونك .............. وما اولئك بالمؤمنين

كما قلنا في بداية البرنامج ان جماعة من اليهود قصدوا نبي الاسلام هرباً من حكم التوراة، ولكنهم لم يقبلوا حكم الاسلام ايضاً.

لذا ارسل النبي (ص) الى احد كبار احبار اليهود اسمه (ابن صوريا) يحظى باحترام جميع اليهود واقسم عليه بالله الذي انزل التوراة على موسى هل جاء في التوراة حكم الرجم في مثل هذه الحالة؟ فقال: نعم، قد جاء. فسأله النبي (ص) لماذا يعصون اذن هذا الحكم، فاجابه . نحن نجري هذا الحكم على عامة الناس، ولكننا لا نجريه على الاشراف حتى شاع هذا الامر بين اغنياءنا ولامنا عليه عامة الناس. لذا وضعنا قانوناً ايسر وهو ان من يزني يضرب اربعين جلدة ويدار به في الازقة والاسواق. فعندها قال النبي (صلى الله عليه وآله) اللهم اشهد اني قد أحييت هذا الحكم المنسي في دين اليهود.

من هذه الآية نستنتج:

  • انه من وجهة نظر القرآن ليست كل التوراة محرّفة، بل بعض الاحكام الالهية التي وردت فيه.
  • عصيان الاحكام والقوانين الالهية دليل على ضعف او انعدام الايمان، فعلامة الايمان هو الخضوع للقوانين الالهية.
  • ان التعايش بين المسلمين واهل الكتاب قد بلغ حداً بحيث كانوا يقصدون نبي الاسلام ليحكم بينهم.

اعزائي المستمعين وبهذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، الى لقاء آخر نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة